رفض حلف
شمال الأطلسي (الناتو) الجمعة اقتراحا من نجل العقيد الليبي معمر القذافي
بإجراء انتخابات، ووصفه بأنه حيلة تستخف بالآخرين وتعهد بمواصلة مهمته حتى
القضاء على تهديد قواته للمدنيين.وكان سيف
الإسلام القذافي قد قال
لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية هذا الأسبوع إنه يمكن إجراء انتخابات
بنهاية العام في وجود مراقبين دوليين وإن والده سيكون مستعدا للتنحي إذا
خسرها.
ووصف حلف الأطلسي ذلك بأنه "حيلة دعائية استخفافية". وقالت
وانا لانجيسكو المتحدثة باسم الحلف "من الصعب تصور أنه بعد 41 عاما ألغى
فيها القذافي الانتخابات والدستور والأحزاب السياسية والنقابات العمالية
يتحول الدكتاتور إلى ديمقراطي". وأضافت في مؤتمر صحفي دوري "ما نريد أن
نراه نحن أو المجتمع الدولي بأسره هو أفعال لا أقوال".
جاء هذا الموقف بعد أن رفضت المعارضة الليبية والولايات المتحدة هذا الاقتراح الخميس.
وشكك
رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي في وقت لاحق على ما يبدو في
إمكانية تقديم القذافي لهذا التنازل، وقال إنه لا يوجد سبب لتنحي القذافي
لأنه لا يتولى منصبا رسميا منذ 1977.
وكان المتحدث باسم المجلس
الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة رد على الاقتراح بالقول "فليقل سيف
الإسلام هو ووالده ما يريدان قوله، فنحن لا نأبه لما يقوله سيف الإسلام".
وأضاف
-في تصريح للجزيرة من بنغازي- "لقد صمت سيف الإسلام دهرا ونطق كفرا"،
وتابع "أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر لأن الثوار على مشارف طرابلس
للانضمام إلى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا بإذن الله".
ونفى
غوقة من جهة ثانية وجود أي اتصالات بين المجلس الوطني والحكومة الليبية،
وقال "لا وجود إطلاقا لأي اتصالات مع طرابلس". وأكد جاهزية المجلس لمرحلة
ما بعد القذافي، حيث وضع المجلس ميثاقا تأسيسيا لهذه المرحلة.
ومن
جهته وصف المنسق الإعلامي لثورة 17 فبراير صلاح محمد -في اتصال هاتفي مع
الجزيرة من طرابلس الليبية- مقترح سيف الإسلام بأنه "مجرد ترهات وكلام فارغ
ومضيعة للوقت".
وأضاف أنه "من المستحيل أن تترك أسرة القذافي السلطة، ففي عقليتهم أنه لا يمكن أن يفقدوا ليبيا التي تعد لديهم مزرعة كبيرة".
ورفضت
واشنطن كذلك مقترح سيف الإسلام، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية
الأميركية فيكتوريا نولاند للصحفيين "أعتقد أن الوقت متأخر بعض الشيء
بالنسبة لذلك". وكررت وجهة نظر الولايات المتحدة بأن "الوقت قد حان لرحيل
القذافي".
وفي هذا السياق، بث التلفزيون الليبي الجمعة كلمة صوتية للقذافي تعهد فيها بإلحاق الهزيمة بالائتلاف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي.
وقال
القذافي "أول مرة يواجهون الشعب المسلح يواجهون مليون ومليون أول مرة
يتورطون في هذه الورطة". ووصف الثوار الذين يسعون للإطاحة به بأنهم "خونة"
و"جبناء".
نفي المفاوضات
وفي سياق آخر، نفى وزير الخارجية
الإيطالي فرانكو فراتيني ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي
الليبي المعارض محمود جبريل ما ورد عن حصول مفاوضات بين الثوار الليبيين
ونظام معمّر القذافي في العاصمة الفرنسية باريس.
ونقلت وكالة أنباء
آكي الإيطالية عن جبريل قوله في مؤتمر صحفي مع فراتيني في نابولي "لم تجر
مفاوضات بين النظام (الليبي) والمجلس الوطني الانتقالي، مضيفا أن المجلس
يرفض أي إمكانية للتفاوض حول بقاء القذافي في السلطة".
وأضاف "سوف
نسعى بالوسائل السياسية والعسكرية لتحرير بلادنا وضمان أعلى مستوى من
الحكومة الديمقراطية، ودستور يقوم على حقوق متساوية.. وسنرحب فقط بمفاوضات
يتفق فيها الطرفان على ضرورة بناء ليبيا جديدة".
وكان مبعوث الرئيس
الروسي للشؤون الأفريقية، ميخائيل مارغيلوف، قد تحدث في أعقاب زيارته
لطرابلس وبنغازي الليبيتين أمس عن اتصالات جرت بين مندوبين عن النظام
الليبي بقيادة القذافي والثوار في عدة عواصم أوروبية منها فرنسا والنرويج
وألمانيا.
بدوره، قال وزير الخارجية الايطالي قرأت عن المفاوضات
المزعومة في باريس، لكنني رأيت أيضا الإعلان الفوري من جانب الحكومة
الفرنسية نفيها العلم بأي شيء عن ذلك.