السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" ]آل عمران/142.
حاول اعداء الله واعداء الاسلام ان يفتحوا على المسلمين الجبهات التي تستنفد طاقاتهم وجهودهم فيشغلوا بالعمل فيها كميادين لابد من النزول اليها حتى نغفل عما يريدون للإسلام.. الا يعلموا انه (اي الاسلام) منيع الحصون قوي الدعائم، راسخ الاصول، عميق الجذور؟ ان ارادوا زلزلته او اقتلاع جذوره استحال عليهم المنال بفضل الله تم جهاد المؤمنين ووحدة الغاية عندهم ووضوح الرؤية لديهم في صف كالبنيان المرصوص..
فالإسلام قيادة لا تنطق عن الهوى معصومة عن الزلل تجردت لله ولدعوته تبلغ وتبالغ فيه وتجاهد النفس والبيئة والمجتمع وما ادل على ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب بخصوص دعوته والتنازل بعض الشيء عنها فكان رده كالبرق الساطع: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه".
ولقد نعلم من واقع حياة الناس في عصرنا الذي نعيشه ان عدونا اوشك على الانتهاء من العقيدة بعد ان أضل الناس عنها وزيف كثيرا من قضاياها حتى كادوا يخمدون جذوتها ويتركونها هامدة لا تدفع دخيلا ولا ترد وافدا ولا تجلي شبهة ولا تقوى على المنافحة والباطل دائب الجدل رغم ظهور الحق وقوة حجته.
لقد حدد الحق تبارك وتعالى حق الاسلام على ابنائه في كثير من آيات كتابه الخالد استدامة لليقظة وتنبيها للغافلين وتوضيحا لمنهاج حدوده حيث يقول جل شأنه: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون، وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" ]هود /112-115.
نعم، إن الاستقامة على صراط الله والتزام امره ومحاسبة النفس وتجديد الايمان والصلة بالله والحذر من اعداء الله وعدم متابعتهم او الاخذ عنهم أو الركون اليهم أو الانخداع بهم بما يوحون وينفثون في المجتمعات الاسلامية، من دسائس وسموم لا حصر لها لواجب علينا.. فأعداء الله كثيرا ما يضلوننا عن اهدافنا، ويشغلوننا بالتافه من تقاليد وعادات ومظاهر مردوا عليها ان ناسبتهم.. فلا مجال لها في بيئة الاسلام وامة محمد صلى الله عليه وسلم فنحن المسلمين دعاة حق لا دعاة باطل واصحاب رسالة سامية تمتاز بصبغة الله وبالاخلاق الربانية.
خلاصة القول.. علينا جميعا واجب الدعوة الى الله على بصيرة ونحن متمسكون بحبل الله جل شأنه صامدون امام الزواحف من تيارات ومذاهب ودعوات واساليب فاتنة باسم التقدمية والتمدن والسير في ركاب الحضارة المعاصرة حيث الوقوف هنا نفكر ونتدبر فلا نتبع اهواءهم، فنضل عن سبيل الله.. فمن الواجب معرفة ان العدل الاجتماعي هو الهدف القريب والبعيد لنا جميعا وهو ارادة الله للبشرية.