+
----
-
السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صلي على محمد وعلى آله واصحابه اجمعين
اشهد ان لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسَول الله
احبتي في الله :
موضوع عن 18 مفتاحا للتوبه
اتمنى الفائده للجميع
1 – الإخلاص لله _تبارك وتعالى_:
فهو
أنفع الأدوية، فمتى أخلصتَ لله جل وعلا، وصدَقْتَ في توبتك أعانك الله
عليها، ويسّرها لك وصَرف عنك الآفات التي تعترض طريقك،وتصدّك عن التوبة،
من السوء والفحشاء، قال تعالى في حق يوسف عليه السلام: "كَذَلِكَ
لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا
الْمُخْلَصِينَ" (يوسف: من الآية24(.
قال ابن القيم: "فالمؤمن المخلص
لله من أطيب الناس عيشاً، وأنعمهم بالاً، وأشرحهم صدراً، وأسرهم قلباً،
وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة"ا.هـ .
فليكن مقصدك صحيحاً، وتوبتك صالحةنصوحاً.
2 – امتلاء القلب من محبة الله _تبارك وتعالى_:
إذ
هي أعظم محركات القلوب، فالقلب إذا خلا من محبة الله جل وعلا تناوشته
الأخطار، وتسلّطت عليه الشرور، فذهبت به كل مذهب، ومتى امتلأ القلب من
محبة الله جل وعلا بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة –كَمُل أنْسُه،
وطاب نعيمه، وسلم من الشهوات، وهان عليه فعل الطاعات.
فاملأ قلبك من محبة الله تبارك وتعالى، وبها يحيا قلبك.
3 – المجاهدة لنفسك:
فمجاهدتك
إياها عظيمة النفع، كثيرةالجدوى، معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى
المبادرة إلى الخير، قال _تعالى_: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاوَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"
(العنكبوت:69).
فإذا كابدت نفسك وألزمتها الطاعة،ومنعتها عن المعصية،
فلتُبشر بالخير، وسوف تُقبل عليك الخيرات، وتنهال عليك البركات، كل ما كان
كريهاً عندك بالأمس صار عندك اليوم محبوباً، وكل ماكان بالأمس ثقيلاً، صار
اليوم خفيفاً، واعلم أن مجاهدتك لنفسك، ليست مرة ولا مرتين، بل هي حتى
الممات.
4 – قِصَر الأمل وتذكّرالآخرة:
فإذا تذكّرت قِصَر
الدنيا، وسرعة زوالها، وأدركتَ أنها مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمال
الصالحة، وتذكّرت الجنة وما فيها من النعيم المقيم، والنار وما فيها من
العذاب الأليم، ابتعدتَ عن الاسترسال في الشهوات، وانبعثت إلى التوبة
النصوح ورصّعتها بالأعمال الصالحات.
5 – العلم:
إذ العلم
نور يُستضاء به، بل يشغل صاحبه بكل خير، ويشغله عن كل شر، والناس في هذا
مراتب، وكل بحسبه ومايناسبه، فاحرص على تعلم ما ينفعك ومن العلم أن تعلم
وجوب التوبة، وما ورد في فضلها، وشيئاً من أحكامها، ومن العلم أن تعلم
عاقبة المعاصي وقبحها،ورذالتها، ودناءتها.
6 – الاشتغال بما ينفع وتجنّب الوحدة والفراغ:
فالفراغ
عند الإنسان السبب المباشرللانحراف، فإذا اشتغلتَ بما ينفعك في دينك
ودنياك، قلَّتْ بطالتك، ولم تجد فرصة للفساد والإفساد، ونفسك أيها الإنسان
إن لم تشغلها بما ينفعها شغلتك بما يضرك.
7 – البعد عن المثيرات، وما يذكّر بالمعصية:
فكل
ما من شأنه يثير فيك دواعي المعصية ونوازع الشر، ويحرّك فيك الغريزة
لمزاولة الحرام، قولاً وعملاً،سواء سماعاً أو مشاهدة أو قراءة، ابتعد عنه،
واقطع صلتك به، كالأشخاص بعامة، والأصدقاء بخاصة، وهكذا النساء الأجانب
عنك، وهكذا الأماكن التي يكثر ارتيادها وتُضعف إيمانك، كالنوادي
والاستراحات والمطاعم، وهكذاالابتعاد عن مجالس اللغو واللغط ، والابتعاد
عن الفتن، وضبط النفس فيها،ومنه إخراج كل معصية تُبتَ منها، وعدم إبقائها
معك، في منزلك أو عملك.
8 – مصاحبة الأخيار:
فإذا صاحبت خيّراً حيا قلبك، وانشرحصدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهلالخير.
وجليس
الخير يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويحافظعلى سمعتك، واعلم أن
مجالس الخير تغشاها الرحمة وتحفّها الملائكة، وتتنزّل عليها السكينة،
فاحرص على رفقة الطيبين المستقيمين، ولا تعد عيناك عنهم،فإنهم أمناء.
9 – مجانبة الأشرار:
فاحذر
رفيق السوء، فإنه يُفسد عليكدينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح،
ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك
على فعل الموبقات والآثام،والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي
والعار، وليست الخطورة فقط في إيقاعك في التدخين أو الخمر أو المخدرات، بل
الخطورة كل الخطورة في الأفكارالمنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد
من طغيان الشهوة؛ لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن
الآداب، فهو لا يتورع عن المناكر، ولا يُؤتمن على المصالح، بل يُلبس الحق
بالباطل، فهو ليس عضواًأشل، بل عضو مسموم يسري فساده كالهشيم في النار.
10 – النظر في العواقب:
فعندما
تفكر في مقارفة سيئة، تأمّل عاقبة أمرك، واخشَ من سوء العاقبة فكما أنك
تتلذذ بمقارفة المنكر ساعة،ليكن في خَلَدك أنك سوف تتجرّع مرارات الأسى،
ساعات وساعات، فجريمة الزنا،فضيحة وحَدّ، والحدّ إما تغريب أو قتل، وجريمة
السرقة، عقوبة وقطع، وجريمةالمسكر ويلات وجلد، وجريمة الإفساد، صلب أو قطع
أو قتل، هذا في الدنيا، أماالآخرة فالله تعالى بالمرصاد، ولن يخلف الميعاد.
11 – هجر العوائد:
فينبغي
لك أيها الصادق، ترك مااعتدته من السكون إلى الدعة والراحة؛ لأنك إن أردت
أن تصل إلى مطلوبك،فتحوّل عنها؛ لأنها من أعظم الحُجُب والمواقع التي تقف
أمام العبد في مواصلة سيره إلى ربه، وتعظم تلك العوائد حينما تُجعل بمنزلة
الشرع أوالرسوم التي لا تُخالف.
وكذلك يصنع أقوياء العزيمة، وأبطال التوبة، فكن منهم.
12 – هجر العلائق:
فكل
شيء تعلّق به قلبك دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياساتها
ومصاحبة الناس والتعلق بهم،والركون إليهم، وذلك على حساب دينك، اهجره
واتركه، واستبدله بغير ذلك،وقوِّ علاقتك بربِّك، واجعله محبوبك، حتى يضعف
تعلّق قلبك بغير الله _تعالى_.
13 – إصلاح الخواطر والأفكار:
إذ هي تجول وتصول في نفس الإنسان وتنازعه، فإن هي صلحت صلح قلبك، وإن هي فسدت فسد قلبك.
واعلم
أن أنفع الدواء لك أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك،
فالفكر فيم لايعني باب كل شر،ومن فكّر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه واشتغل
عن أنفع الأشياء له بما لامنفعة لدينه.
وإياك أن تمكِّن الشيطان من بيت أفكارك وخواطرك، فإن فعلتَ فإنه يُفسدها عليك فساداً يصعب تدراكه، فافهم ذلك جيداً.
14 – استحضار فوائد تركالمعاصي:
فكلما
همّت نفسك باقتراف منكر أو مزاولة شر، تذكّر أنك إنأعرضتَ عنها واجتهدت في
اجتنابها، ولم تقرب أسبابها، فسوف تنال قوة القلب،وراحة البدن، وطيب
النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغموالحزن، وصلاح المعاش،
ومحبة الخلق، وحفظ الجاه، وصون العرض، وبقاءالمروءة، والمخرج من كل شيء
مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليكمن حيث لا تحتسب، وتيسير ما
عَسُر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليك، وتيسير العلم،
فضلاً أن تسمع الثناء الحسن من الناس، وكثرةالدعاء لك، والحلاوة التي
يكتسبها وجهك، والمهابة التي تُلقى لك في قلوب الناس، وسرعة إجابة دعائك،
وزوال الوحشة التي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبُعد شياطين الإنس
والجن منك، هذا في الدنيا، أما الآخرةفإذا مِتَّ تلقتك الملائكة بالبشرى
من ربك بالجنة، وأنه لا خوف عليك ولاحزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى
روضة من رياض الجنة، تنعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة
وكان الناس في الحر والعَرَق، كنتَ فيظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي
الله _تبارك وتعالى_، أخذ الله بك ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبه
المفلحين و"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو
الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الجمعة:4).
إنك إن استحضرت ذلك كله، فأيقن بالخلاص من الولوغ في مستنقع الرذيلة.
15 – استحضار أضرارالذنوب والمعاصي:
فكلما
أردتَ مزاولة الحرام، ذكِّرنفسك أنك إن فعلت شيئاً من ذلك فسوف تُحرم من
العلم والرزق، وسوف تَلقىوحشة في قلبك بينك وبين ربك، وبينك وبين الناس،
وأن المعصية تلو المعصية تجلب لك تعسير الأمور، وسواد الوجه، ووهن البدن،
وحرمان الطاعة، وتقصيرالعمر، ومحق بركته، وأنها سبب رئيس لظلمة القلب،
وضيقه، وحزنه، وألمه،وانحصاره، وشدة قلقه، واضطرابه، وتمزّق شمله، وضعفه
عن مقاومة عدوه،وتعرِّيه من زينته.
استحضر أنّ المعصية تورث الذل،
وتفسدالعقل، وتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وتزرع أمثالها،
وتدخلكتحت اللعنة، وتحرمك من دعوة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ودعوة
المؤمنين،ودعوة الملائكة، بل هي سبب لهوانك على الله، وتُضعف سيرك إلى
الله والدارالآخرة، واعلم أن المعصية تطفئ نار الغيرة من قلبك، وتذهب
بالحياء، وتضعف في قلبك تعظيم ربك، وتستدعي نسيان الله لك، وأن شؤم
المعصية لا يقتصر عليك،بل يعود على غيرك من الناس والدواب.
استحضر أنك إن كنت مصاحباً للمعصية،فالله يُنزل الرعب في قلبك، ويزيل أمنك، وتُبدَّل به مخافة، فلا ترى نفسك إلا خائفاً مرعوباً.
تذكّر ذلك جيداً قبل اقترافك للسيئة.
16 – الحياء:
إذ
الحياء كله خير، والحياء لا يأتيإلا بخير، فمتى انقبضت نفسك عما تُذم
عليه، وارتدعت عما تنزع إليه من القبائح، فاعلم أنك سوف تفعل الجميل تلو
الجميل، وتترك القبيح تلو القبيح،وحياءٌ مثل هذا هو أصل العقل، وبذر
الخير، وأعظمه أن تستحي من ربك _تبارك وتعالى_ بأن تمتثل أوامره وتجتنب
نواهيه، فإنك متى علمتَ بنظر الله إليك،وأنك بمرأى ومسمع منه، استحييت أن
تتعرّض لمساخطه، قولاً وعملاً واعتقاداً.
ومن الحياء المحمود، الحياء منالناس، بترك المجاهرة بالقبيح أمامهم.
ومن الحياء المحمود، الحياء بألاترضى لنفسك بمراتب الدون.
احرص
دائماً على تذكر الآثار الطيبة للحياء، وطالع أخلاق الكُمَّل، واستحضر
مراقبة الله _تعالى_، عندها سوف تمتلك الحياء، فتقترب من الكمال، وتتباعد
عن النقائص.
17 – تزكية النفس:
طهِّر نفسك وأصلحها بالعمل
الصالحوالعلم النافع، وافعل المأمورات واترك المحظورات، وأنتَ إذا قمتَ
بطاعةٍ ما، فإنما هي صورة من صور انتصارك على نفسك، وتحرّرك من قويدها،
وهكذا كلماكسرتَ قيداً، كلما تقدمت خطوة، والخير دائماً يلد الخير، واعلم
أن شرف النفس وزكائها، يقود إلى التسامي والعفة
18 – الدعاء:
فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، بل الدعاء عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أويُخفِّفه إذا نَزَل.
ومن أعظم ما يُسأل، ويُدعى به سؤال الله التوبة.
ادع الله _تبارك وتعالى_ أن يمن عليك بالتوبة النصوح.
ادع الله _تبارك وتعالى_ أن يُجدِّد الإيمان في قلبك.
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين