أبدى عدد من قيادات الطرق الصوفية في مصر مخاوفهم من تولي السلفيين أو الإخوان المسلمين مقاليد الحكم، وقالوا إن عاداتهم مهددة من إسلاميين يريدون توسيع نطاق نفوذهم بعد الإطاحة بالرئيس حسني
مبارك.
وبرزت مخاوف الصوفية بشأن ما ينتظر عاداتهم بالمستقبل في أبريل/ نيسان حين هاجم نحو عشرين إسلاميا يحملون مناجل ضريحا يزوره صوفيون بالقليوبية شمالي القاهرة، وفشل مخططهم بعدما تجمع مواطنون ودافعوا عن المكان. ونفى سلفيون أن أنصارهم وراء الهجوم، وأدانوه ولكنهم أوضحوا معارضتهم لإقامة الأضرحة.
وقادت الإطاحة بمبارك في فبراير/ شباط الماضي إلى تخفيف قبضة الدولة على الجماعات الاسلامية التي قمعها مستغلا قانون الطوارئ المفروض منذ 1981.
وفي مسعاهم للدفاع عن عاداتهم التي ترجع إلى قرون مضت ربما يتحول بشكل تدريجي ما بدأ ككيان ديني فضفاض إلى حركة سياسية.
وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح إن الصوفيين يمكن أن يشكلوا كتلة تصويتية مهمة إذا وحدوا صفوفهم، مضيفا أن قوتهم السياسية والتنظيمية أقل من قوتهم العددية.
مخاوف
وقال شيخ الطريقة العزمية إن مساعي جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية للانخراط في العمل السياسي الرسمي تهدد التسامح الديني، وتلزم الصوفيين بأن ينحوا نفس المنحى.
واعتبر علاء أبو العزايم أنه في حال تقلد السلفيين أو الإخوان زمام الحكم قد يلغون المشيخة الصوفية. وأضاف أنه ينبغي أن يكون هناك حزب للصوفيين لهذا السبب.
وتوجد الأضرحة بالقرى والبلدات وكثير منها داخل مساجد في أنحاء مصر، وهو ما يغضب السلفيين، كما يرفض بعض المحافظين موالد الأولياء التي تتخذ طابعا احتفاليا ويرتادها غير الصوفيين في مصر.
والتوتر قديم بين نحو 15 مليون صوفي في البلاد ينتمون لنحو ثمانين طريقة، وفق تقديرات، والسلفيين الذين يعتبرون الممارسات الصوفية بتبجيل الأضرحة بدعة.
تطمين
وقال المتحدث باسم الحركة السلفية بالإسكندرية الشيخ عبد المنعم الشحات "لا ترفض الدعوة السلفية التصوف، نحن نرفض التمسح بالقبور والأضرحة والتبرك بها لأنه مخالف للشرع".
وذكر أن السلفيين يؤمنون بأن الحجر الأسود الموجود بالكعبة في مكة هو فقط ما يمكن التبرك به.
ويحظر الدستور تشكيل أحزاب على أساس ديني، ولم يمنع ذلك الجماعات السلفية مثل الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين من تشكيل أحزاب للمنافسة في الانتخابات البرلمانية التي تجري في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ولم يظهر أي حزب صوفي، ولا يرى أتباع الصوفية جدوي من تشكيل حركة سياسية، ولكن حزب "التحرير" الوليد تعهد بالدفاع عن مصالحهم واجتذب معظم أعضائه من الصوفيين.
وقال مؤسس الحزب إبراهيم زهران "ما من شك أن الطوفان الإسلامي القادم يخيفهم، وأي تحرك سياسي واضح يمثل خروجا عن مسلك الصوفيين المصريين الذين مالوا للإذعان لإرادة القادة السياسيين منذ زمن طويل".
احتجاج
وفي مؤشر على استعداد أكبر لتحدي السلطة، نظم شيوخ 13 طريقة صوفية اعتصاما منذ الأول من مايو/ أيار الماضي للمطالبة بإبعاد شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ عبد الهادي القصبي الذي عينه مبارك عام 2009.
ويقولون إن القصبي خرج عن تقليد تعيين أكبر الشيوخ سنا بالمنصب، ورفضوا توليه لأنه كان عضوا بالحزب الوطني الديمقراطي المحلول.