أبي فِراس الحمداني"
........................
إذا ما أردت وصفاً للبطولة و الكمال الإنساني فلتنظر إلى حياته
و إذا رغبت في أن تستشعر درجات من الألم فلِتقرأ بعضاً من مؤلفاته
فهو الفارس .. الشاعر .. الأمير ....
التعريف بــــ " أبي فِراس الحمداني "
هو
الحارث بن أبي المعالي سعيد بن حمدان الحمداني العدوي التغلبي , ولد فى
الموصل من أُم رومية الأصل عام ( 932 ميلادياً - 320 هجرياً )
فسماه أبوه " الحارث" وكناه _ أي أعطاه لقباً _ " أبا فراس " كُنية الأسد ,
قُتِلَ والده و هو لم يبلغ من العمر الثالثة , أحاطه ابن عمه وزوج أخته (
علي ) و هو " سيف الدولة " بدروب العطف , وكان حاكم حلب وحِمص
وهو
فى الثالثة عشر من عمره دخل الفتى حياة جديدة فتولاه الفرسان فدربوه على
أساليب الفروسية و وصله المعلمون بأسباب الثقافة فشب يشارك في المناظرات
الأدبية و ما أن اشتد ساعده حتى اصطفاه _ اختاره _ "سيف الدولة " لنفسه و
اصطحبه فى غزواته لما رآهُ فيه من مخائل _ دلالات _ النجابة وبوادر الشجاعة
فعاش أبي فِراس بين السيف و القلم بين الصفائح و الصحائف , وهكذا كانت
حياة أبي فِراس فكان بين الحرب و بين الصيد و اللهو و قرض الشعر _ كتابته
وتنظيمه _ والمُفاخرة وفى الحلبة بقصر الأمير ينافس الشعراء ويسابق الأدباء
, فلقد أزجى _ قضى _ الشاب البطل حياته بين الحرب والشعر والهزل والجد
منعماً حتى ناهز الثلاثين من عمره.
أُسِرَ مرتين , ولكن الأسر الثاني فكان الأهم حيث كان هو الأطول و هو ما أبدع به أهم قصائده
كانت نهايته فى الحرب فمات فارس بني حمدان و زين شبابهم صريعاً عام 357 هجرياً و دُفِنَ في قبره المعروف فى قرية " صدد " قرب حمص.
من أجمل قصائده " أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ