في مدينة الإسكندرية في زمن
الإمبراطور مكسيميانوس، في أواخر القرن الثالث
الميلادي، ويبدو
أنها كانت من فئة النبلاء جميلة المنظر وذكية جداً، وقد سهّل موقعها
الاجتماعي الانكباب على دراسة العلوم الكلاسيكية كالفلسفة والبلاغة والشعر
والعلوم الطبيعية واللغات، كل ذلك ولم يتجاوز عمرها العشرين سنة، وتقدم
كثيرون يطلبون ودها فلم ترض بأحد منهم، ولما نفذ صبر أمها وكانت مسيحية
واحتارت في أمر ابنتها، استعانت بناسك قديس كان يقيم خارج المدينة، فقال
لها الناسك انه يعرف رجلاً أنبل من كل أهل الارض وكان يقصد المسيح عيسى علية السلام
تعلقت كاترينا داخليا بة وباتت ترى بمنامها انها زوجة لة
التي جابهت بحضرته عدداً كبيراً من الفلاسفة وعلماء العصر وأقنعتهم
بالإيمان بالمسيح فغضب الإمبراطور عليهم وقتلهم جميعاً، ولكنه أعجب بجمالها
وسحرها ووقع بهواها، وطلب الزواج منها لكنها صدته وامتنعت عنه، فغضب
لكرامته المجروحة، وأمر جنده بجلدها والقائها في السجن علها تلين وتقبل به.
عاد الإمبراطور إلى المدينة بعد سفر قصير ليكتشف أن امرأته قد وقعت في
المسيحية، فأمر بقطع رأسها مع الضابط والجنود الذين معه، وقد فعل ذلك لكي
يفلت من زمام زوجته السابقة ويصفو له الجو مع كاترينا.
الإمبراطور ثانية وثالثة أن يستميل فتاة الله بالحسنى فلم تشأ، ويقال انه
ابتدع دولاباً مسنناً بشفرات حادة لتعذيبها، ولما شاء جعل كاترينا
على الدولاب الذي تفكك وتكسر وتناثرت كل أجزائه، وإذ ظن الإمبراطور أن ذلك
كان بتأثير السحر الذي كانت الفتاة تتعاطاه كما ظن فأمر بإعدامها، فقطع
الجلاد رأسها وقد وجد بعض النساك رفاتها على قمة جبل سيناء في أوائل القرن الثامن للميلاد، ومنذ ذلك الحين بني دير سيناء
المعروف باسمها حتى الآن، أما كيف انتقلت رفات القديسة إلى قمة الجبل فليس
واضحاً تماماً، وثمة من يقول أن النساك عرفوا بأمرها إثر رؤيا ظهرت لهم،
وأنها انتقلت إلى هناك من الإسكندرية بواسطة ملائكة حيث استشهدت.