وأما بعد فإني أريد أن أسألك هل أنت سعيد ؟
لاشك في أنك تشعر في بعض الأوقات بالضيق ولإكتآب فما سر ذالك؟ إليك الجواب
قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} سورة طه
و الضنك يعني الشقاء ولإكتآب
ألم ترى أن الآلاف من الأوروبيين و الأمريكين ينتحرون سنويا بسبب الإكتآب و السبب الحقيقي كما في الآية أنهم معرضون عن ذكر الله.
قال تعالى {وأقم الصلاة لذكري} سورة طه
فالصلاة ذكر ونظرا لأهميتها إليك هذا الموضوع وفيه خمسة محاور وهي:
1 أهمية الصلاة. 2 فوائدها. 3خطر تركها. 4 حقها. 5 رسالة
1.أهمية الصلاة:الصلاة
اسم مشتق من صِلَةَ بمعنى أن الصلاة صلة بين العبد و ربه وبالتالي فمن لا
صلاة له لا صِلَة له بالله تعالى.فاحذر أخي. و احرص على أن تكون لك صِلَة
بالله تعالى.
هل
تعلم أخي الكريم أن الصلاة هي الركن الوحيد الذي فرض في السماء حيث أن
الله تعالى كان يكلف جبريل عليه السلام بابلاغ التكاليف للنبي صلى الله
عليه و سلم. لكن الصلاة أتت بأمر مباشر من الله تعالى في رحلة الاسراء.
قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة
من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر و إن
انتقص
من فريضة قال الرب : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من
الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك). حديث صحيح رواه الترمذي
فأي خسران هو أعظم من دخول النار نعود بالله من ذالك.
قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة
الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله و إن فسدت فسد سائر عمله) . حديث صحيح رواه الطبراني
كان
من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة الصلاة وماملكت أيمانكم
حتى جعل النبي صلى الله عليه و سلم يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه
.) حديث صحيح رواه أحمد
في
مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخل مرة المسجد فوجد الصحابة يصلون خلف أبا
بكر ( فكاد المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
حين رأوه فرحا به وتفرجوا فأشار بيده أن اثبتوا على صلاتكم وتبسم رسول الله
فرحا لما رأى من هيئتهم في صلاتهم
2.فوائد الصلاة:قال
صلى الله عليه وسلم : خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم
يضيع منهم شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم
يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة. وانتبه أن
لفظ العذاب جاء قبل لفظ الجنة والحديث صحيح رواه أبو داوود و النسائي
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه
كل يوم خمسا هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء . قال :
فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " ( متفق عليه ) فسارع أخي وامسح ذنوبك
وعن
أنس قال : جاء رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم
يسأله عنه قال وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى
النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال يا رسول الله إني
أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال أليس قد صليت معنا قال نعم قال فإن الله قد
غفر لك ذنبك أو قال حدك " ( متفق عليه )
وعن
عبد الله بن مسعود قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب
إلى الله قال : " الصلاة لوقتها " قلت ثم أي قال : " بر الوالدين " قلت ثم
أي قال : " الجهاد في سبيل الله " قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني ( متفق
عليه )
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور
التام يوم القيامة) صحيح رواه البيهقي في السنن الكبرى
3.خطر ترك الصلاة:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " .حديث صحيح فاحذر من الكفر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر صحيح رواه أحمد و الترمدي و ابن ماجة
هذا وقد آثرت الإختصار فقد يكفيك حكم نبيك عليك بأنك كافر فأي ذنب هو أعظم من الكفر
4.حق الصلاة:أمر
الله تعالى باقامة الصلاة بقوله { واقيموا الصلاة } وبالمحافظة عليها
وادامتها بقوله { الذين هم على صلواتهم دائمون } وبأدائها فى أوقاتها بقوله
{ كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } وبادائها فى جماعة بقوله { واركعوا مع
الراكعين } وبالخشوع فيها بقوله { الذين هم فى صلواتهم خاشعون } وبعد هذه
الاوامر صارت الناس على طبقات . طبقة قبلوها ولم يؤدوها فقال تعالى { وخلف
من بعد خلف اضاعو الصلاة } وذكر مصيرهم فقال { فسوف يلقون غيا } و الغي هو
مكان بالغ اللهب في جهنم.ثم قال { الا من تاب وامن عمل صالحا } اى حافظ على
الصلاة .
وطبقة
ادوا بعضا ولم يؤدا بعضا متكاسلين وهم المنافقون قال الله تعالى { ان
المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى }
وذكر مصيرهم فقال {ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} و الويل وهو واد
فى جهنم لو جعلت فيه جبال الدنيا لماعت اى سالت قال النبى صلى الله عليه
وسلم « من ترك صلاة حتى مضى وقتها عذب فى النار حقبا » والحقب ثمانون سنة
كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم الف سنة مما تعدون .
وقال
الله تعالى { قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلواتهم خاشعون } وذكر مصيرهم
فقال { اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } والفردوس
هي أعلى الجنان
5.رسالة:لاتحزن
وأبشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم التوبة تجب ما قبلها كما يجب
الإسلام ما قبله.فتب الآن واعلم أن للتوبة 3شروط:1الإقلاع عن الذنب و
الذنب هنا هو عدم الصلاة.فصلي أولا ولو ركعتين 2.الندم.3العزم على عدم
الرجوع .وأحذرك من تسويف التوبة فكم من مرة قلت سأتوب و أصلي غدا أو في
الأسبوع المقبل ولم تفعل فلا تقل سوف.... بل قم الآن وتب فإن الله تعالى
يفرح بتوبتك.ولا تقل أني لن أصلي حتى أتخلص من ذنب معين فهذا من تلبيس
الشيطان عليك فإن صِلَتك بالله هي التي ستعينك على الإقلاع من أي ذنب قال
تعالى {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر} فستنهاك صلاتك في يوم من
الأيام .
في
النهاية أخي أرجو أن تدعو الله لي بالمغفرة وإن كان بإمكانك أن تنسخ هذا
الموضوع وتقم بتوزيعه عبر الأنترنيت أو الأوراق المطبوعة على قدر إستطاعتك
والله لا يضيع أجر المحسنين