كشف
الدكتور هانى رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام
للدراسات السياسية والإستراتيجية، فى تصريح خاص "لليوم السابع" عن الغموض
الشديد الذى يحيط بـ "سد الألفية العظيم "الذى
أعلنت الحكومة
الأثيوبية أمس الأربعاء عن إنشائه على الحدود الأثيوبية السودانية المطلة
على "النيل الأزرق"، لرفعها من إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى 10 آلاف
ميجاوات، حيث أشار إلى الشكل المتسارع الذى تعلن به أثيوبيا عن عدة مشروعات
متتالية فمن الملاحظ أن أثيوبيا تعلن عن مشروعاتها المتتالية، وهو ما
يعلنا ندقق فى عامل الوقت فمن المؤكد أنها كانت تجهز لها قبل وقت سابق
ولديها خطة بها متغير فى توقيع بوروندى.
وهو ما يعنى دخول الاتفاقية إلى حيز التنفيذ على وبذلك سيكون موقف مصر أضعف
مما قبله ويضيف رسلان أثيوبيا بدأت فى الإعلان عن مخططاتها بعد أن دخلت
اتفاقية عنتيبى فى حيز التنفيذ، وكذلك استغلت انشغال مصر بالوضع الداخلى
القائم بعد أحداث ثورة 25 يناير وكانت هذه هى اللحظة المناسبة للإعلان.
وأشار رسلان إلى أن السد الذى أعلنت أثيوبيا عن إنشائه يهدف إلى توليد
الطاقة وليس لحجز حسبما جاء فى بيانها، مشيراً إلى أن البيانات الأثيوبية
غير كافية ونحن بحاجة إلى إعلان موقف من وزارة الموارد المائية والرى وما
إذا كان لديها أى بيانات حول هذا السد وهل هذه البيانات مطابقة للبيانات
التى أعلنتها أثيوبيا، والتى لا يمكن الوثوق بها بشكل كامل.
وأضاف رسلان أن السدود تكون إما لتوليد الطاقة وفى تلك الحالة فلا يوجد خطر
على مصر أو لحجز المياه وتخزينها أو لتحويل مسارها وفى هذه الحالة ستتأثر
مصر، مشدداً على ضرورة إعلان موقف وزارة الموارد المائية والرى.
ومن الواضح أن الموقف الأثيوبيى غير واضح المعالم لأن البيانات التى
أعلنتها أثيوبية غير مطمئنة فمن الممكن أن تكون قد أخفت بيانات توضح الغرض
الأساسى من إنشاء السد فقد جاء فى إعلانها أن الهدف من السد هو زيادة إنتاج
الكهرباء، لتبلغ خمسة أضعاف حجم إنتاجها الحالى، حيث من المقرر إنشاؤها
خلال الفترة الحالية فى مكان مشروع السد على النيل الأزرق وبالقرب من حدود
السودان، حيث تشير توقعاتهم إلى أن هذا السد وحده سينتج 5250 ميجاوات من
الكهرباء وأن الاستفادة الرئيسية لأثيوبيا من هذا السد هو ضمان إمدادات
يعتمد عليها من الطاقة، إلا أن المشروع سيحقق مزايا لدولتى المصب، وهما مصر
السودان، موضحاً أن هذا السد سيزيد من إمكانية الحصول على إمدادات الطاقة
النظيفة بأسعار تنافسية.
وجاء فى الإعلان الأثيوبى أن "مصر والسودان سوف تستفيدان فى نفس الوقت من
مزايا هذا المشروع فى صورة تراجع تراكم الطمى وراء سدود الرى بالبلدين،
وتراجع فى معدل تكرار الفيضانات، وبالتالى انخفاض الفاقد فى موارد المياه"،
وأن هذا المشروع غير مسبوق فى أفضليته الكلية من حيث حجم السد وحجم المياه
المحتجزة خلفه، وقدرته على توليد الطاقة، وكذلك أثره على ضمان استمرار
تدفق المياه دون انقطاع.
وجاءت التأكيدات الأثيوبية بأنه يمكن القول بأنه لا يوجد مشروع آخر يتسم
بهذه المزايا، مثل هذا السد المقصود "سد الألفية العظيم" من حيث تحقيق
مزايا جديدة ومشتركة لكل الدول الثلاث المعنية "أثيوبيا و مصر والسودان".
وكان من المعروف أن هذا السد يطلق عليه اسم مشروع "إكس"، لكنه تم تغيير إلى
اسم "سد الألفية"، ومن المقرر أن يبنى فى منطقة بنى شنقول على بعد ما بين
20 إلى 40 كيلومتراً شرق الحدود السودانية، مشيراً إلى أنه بعد اكتمال هذا
السد، من المتوقع أن يحجز خلفه 62 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعد
تقريباً ضعف بحيرة تانا، ومن الطبيعى أن يستغرق الأمر سنوات قلائل قبل أن
يصل هذا السد إلى كامل قدرته من حيث حجز هذه المياه.