واشنطن/لندن 31 مارس اذار (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس
باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري لقوات
المعارضة الليبية التي تسعى للاطاحة بالزعيم معمر
القذافي في الوقت الذي انشق فيه وزير الخارجية الليبي على النظام مما أمال الميزان لصالح المعارضة.
وخلال الايام القليلة الماضية استخدمت قوات القذافي أسلحتها القوية
وتكتيكاتها لاجبار مقاتلي المعارضة على التقهقر بعد ان كانوا يحاولون
التقدم غربا على الطريق الساحلي من معقلهم في مدينة بنغازي بشرق ليبيا لكن
اي مساعدة من الولايات المتحدة ستشكل نقطة تحول في المعركة على الارض.
كما يمكن للغرب ان يحصل على معلومات عن سبل اسقاط القذافي من وزير خارجيته
موسى كوسة وهو مدير سابق للمخابرات سافر الى بريطانيا أمس الاربعاء فيما
وصفه صديق له بأنه انشقاق على الزعيم الليبي احتجاجا على الهجمات التي
تشنها قوات القذافي على المدنيين.
وأبلغ صديق لوزير الخارجية الليبي رويترز بأن كوسة وصل الى بريطانيا
الاربعاء طالبا اللجوء السياسي بعد ان ترك الحكومة احتجاجا على الهجمات
التي تشنها قوات القذافي على المدنيين.
وأضاف نعمان بنعثمان وهو صديق لكوسة ومحلل كبير في مركز كويليام البريطاني
للبحوث "انشق على النظام. لم يكن سعيدا بالمرة. فهو لا يؤيد هجمات الحكومة
على المدنيين. انه يسعى للجوء في بريطانيا ويأمل ان يلقي معاملة حسنة."
وكوسة من بين مسؤولي القذافي الاساسيين وقام بدور رئيسي في صياغة التحول في
السياسة الخارجية الليبية الذي اعاد ليبيا الى صفوف المجتمع الدولي بعد ان
ظلت سنوات خاضعة لعقوبات دولية.
وسقطت بلدات النوفلية وبن جواد وراس لانوف في تتابع سريع خلال هجوم مضاد
شنته القوات الحكومية بعد ان نصب الجيش كمينا لمقاتلي المعارضة خارج سرت
مسقط رأس القذافي ثم التف حولهم من الصحراء.
ويفتقر المقاتلون المناهضون للقذافي للتدريب والانضباط والقيادة. فهناك
العديد من مجموعات مختلفة من المتطوعين وكثيرا ما تتخذ القرارات بعد
مناقشات ساخنة.
وقال العقيد أحمد باني المتحدث باسم مقاتلي المعارضة "نسعى للحصول على
أسلحة حتى نتمكن من تدمير الاسلحة الثقيلة التي يستخدمونها ضدنا مثل
الدبابات والمدفعية.
"رأينا انه من الافضل ان ننسحب انسحابا تكتيكيا حتى نفكر في تكتيكات أفضل واستراتيجية لمواجهة قواته."
وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تحدثت عن امكانية
تسليح المعارضين الذين يقاتلون القذافي لانهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما
أكدت الدول الثلاثة ان القرار لم يتخذ بعد.
لكن أربعة مصادر مطلعة في الحكومة الامريكية قالت ان اوباما وقع على الامر الرئاسي السري خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية.
ومثل هذه الأوامر شكل أساسي من التوجيهات الرئاسية التي تستخدم للسماح
بعمليات سرية للمخابرات المركزية الأمريكية. وهذه خطوة قانونية ضرورية قبل
ان يمكن القيام بمثل هذه العمليات لكنها لا تعني بالضرورة انها ستحدث.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض في بيان أمس "وفقا لتقليد تتبعه
هذه الادارة وجميع الادارات السابقة فانني لن اعقب على مسائل المخابرات."
واضاف قائلا "سأكرر ما قاله الرئيس بالأمس .. لم يتخذ أي قرار بشان تقديم اسلحة للمعارضة أو أي جماعة في ليبيا."
وظهرت انباء موافقة اوباما على تقديم دعم سري للمعارضة الليبية بينما تحدث
الرئيس ومسؤولون امريكيون اخرون علانية عن احتمال ارسال امدادات اسلحة الى
معارضي القذافي الذين يقاتلون القوات الحكومية الافضل تجهيزا.
وقال اوباما في مقابلات تلفزيونية يوم الثلاثاء ان هدف حملة قوات التحالف
هو حمل القذافي على "التنحي في نهاية المطاف" عن السلطة. وتحدث عن ممارسة
"ضغط مستمر ليس فقط عسكريا بل ايضا من خلال هذه الوسائل الاخرى."
وقال اوباما ان الولايات المتحدة لا تستبعد امداد المعارضة المسلحة في ليبيا بعتاد عسكري.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين امريكيين لم تكشف عن هويتهم قولهم ان
وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) أرسلت مجموعات صغيرة من
رجالها الى ليبيا الى جانب القوات البريطانية الخاصة لجمع المعلومات
اللازمة للغارات الجوية التي يشنها الغرب على دبابات القذافي ومدفعيته.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الامريكية عن التعقيب.
وفتحت جبهة جديدة ضد القذافي بعد ان كان وزير الخارجية الليبي من أحدث رجال
الدائرة المقربة من القذافي الذين ينقلبون على النظام في اعقاب استقالة
وزيري العدل والداخلية وعدد من الدبلوماسيين الشهر الماضي.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية في بيان "كوسة واحد من أهم الشخصيات
في حكومة القذافي ودوره كان تمثيل النظام في المحافل الدولية.. وهو شيء لم
يعد راغبا في القيام به."
ووصف مصدر في الحكومة البريطانية استقالة كوسة بأنها "ضربة قوية" للقذافي
وقال وزير الخارجية الليبي السابق ان كوسة كان جزءا من العمود الفقري
للنظام وأحد اعمدته.