السحائي مرض خطير يصيب الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي والتي
تعرف باسم السحايا وينتشر بنسبة أكبر بين الرضع والأطفال، إضافة إلى
المصابين بالأنيميا، وقد يسبب الالتهاب السحائي البكتيري
تلفا حادا
للدماغ ينتهي بوفاة المريض، ويمكن أن يؤدي إلى الشلل والصمم وضعف العضلات
والتخلف العقلي والعمى، ومن هنا تبرز أهمية الحرص على أخذ التطعيمات
اللازمة بالحمى الشوكية؛ لتجنب مضاعفاتها الخطيرة. وحول هذا الموضوع كان
لنا هذا الحوار مع الدكتور سعد الراجح، طبيب المخ والأعصاب والحاصل على
البورد الأمريكي في أمراض الأعصاب والنفسية بالمجمع الطبي في العليا..
في البداية كيف ينتج الالتهاب السحائي؟
ينتج الالتهاب السحائي نتيجة العدوى بالبكتريا والفيروسات الموجودة في
الجهاز التنفسي، حيث تنتقل عن طريق الدم ويحدِث تغييرات كيماوية في الدماغ.
فحص عيّنة النخاع
كيف يتم معرفة أنواعه؟
لا يمكن تشخيص أي نوع من أنواع التهاب السحايا إلا بفحص عيّنة بذل النخاع
بكترولوجيا وكيماويا وفيزيولوجيا. ويوجد العديد من أنواع التهاب السحايا،
وأهم هذه الأنواع وأكثرها انتشارا هو الحمى المخية الشوكية، منها الالتهاب
السحائي الصديدي غير وبائي، حيث إنه يُحدث مضاعفات التهابات الأذن
الداخلية، وبعد العمليات الجراحية في النخاع الشوكي، وبعد الإصابة
بالالتهابات الرئوية في حالة ضعف مقاومة المريض.
التهاب السحايا المنجو مرض خطير ومعدٍ
أما الالتهاب السحائي المنجو فهو مرض خطير ومعدٍ يحدث نتيجة التهاب حاد
بالسحايا المغلفة للمخ والنخاع الشوكي، ومسبب المرض ميكروب اسمه المكور
الثنائي السحائي، ويوجد هذا الميكروب في البلعوم الأنفي للأصحاء بنسبة
تختلف من 5 إلى 20 في المائة وتزيد هذه النسبة حين حدوث وباء من 60 إلى 80
في المائة.
انتقال العدوى مباشرة بالرذاذ
توجد أنواع عدة من ميكروب المكور الثنائي السحائي، أهمها (أ - ب - ج - ي -
ز). وتنتقل العدوى مباشرة من شخص إلى آخر نتيجة للرذاذ من أنف أو إفرازات
حلق حامل الميكروب الذي لا تظهر عليه أية أعراض إكلينيكية ويصل الميكروب من
البلعوم الأنفي إلى الدم ومنه إلى السحايا التي يحدث بها التهابا حادا.
الأعراض وفقا لعمر المريض
ماذا عن الأعراض؟
الأعراض تختلف باختلاف عمر المريض، وعموما أعراض الالتهاب السحائي البكتيري
أكثر حدة من أعراض الالتهاب السحائي الفيروسي. وتشمل الأعراض لدى الرضع
والأطفال (الحمى والغثيان والقيء وفقدان الشهية والنعاس والتشنجات وارتعاش
الأطراف)، أما الأطفال الأكبر سنا والراشدين فتشمل الأعراض (الصداع وآلام
الظهر والعضلات وحساسية العين للضوء وتصلب في العنق).
مضاعفات التهاب السحايا
بما تنصح؟
ننصح بالمتابعة الطبية؛ لتفادي المضاعفات الخطيرة للمرض والمتمثلة في شلل
أعصاب السمع والوجه وشلل نصفي أو في أحد أطراف اليدين أو الرجلين.
والاستسقاء السحائي وخصوصا في الأطفال، مؤديا إلى تضخم الرأس والتهاب صديدي
في المفاصل والتهاب في عضلات القلب وغشاء التامور والوفاة.
نسب شفاء تصل
إلى نحو 90 %
ما العلاج؟
يعطى المريض العلاج اللازم فور عمل بذل النخاع له، ويتكون العلاج من
البنسلين والكلورامفينكول أو الأمبيسلين، إضافة إلى محاليل الجلوكوز والملح
والعقاقير المعاونة إلى حين ورود نتيجة مزرعة وحساسية عيّنة بذل النخاع،
ويندر استعمال مركبات الكورتيزون، إلا في الحالات الحرجة. وتصل نسبة الشفاء
في حالات الحمى المخية الشوكية إلى نحو 90 في المائة بشرط التشخيص المبكر،
وتصل نسبة الوفاة إلى نحو 10 في المائة في حالة التشخيص المتأخر.