قال
نشطاء سوريون يقيمون في الخارج إن قوات الأمن السورية قتلت اثنين من
المحتجين أمس السبت وأربعة يوم الجمعة في احتجاجات مناهضة للحكومة في مدينة
اللاذقية الواقعة شمال غرب سوريا، في
حين قال عضو بمجلس الشعب إن هناك من يستهدف سوريا ويريد الإساءة إلى الوحدة الوطنية.
وقال مسؤول سوري رسمي إن شخصين قتلا برصاص قناصين مجهولين في اللاذقية،
بينما أوردت مصادر محلية للجزيرة أن عدد القتلى في المدينة وفي قرية طفَس
القريبة من درعا وصل إلى خمسة.
وقال المعارض السوري مأمون الحمصي الذي يعيش في المنفى لرويترز في اتصال
هاتفي من كندا إن لديه أسماء أربعة شهداء قتلوا في اللاذقية يوم الجمعة.
غير أن عضو مجلس الشعب السوري زكريا سلواية أكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين في مدينة اللاذقية, وأنهم مُنعوا من ذلك.
وأضاف خلال اتصال معه في نشرة سابقة إن هناك من يستهدف سوريا ويريد الإساءة إلى الوحدة الوطنية.
كما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر حكومي قوله إن قوات
الأمن لم تطلق النار على أي من المحتجين، ولكن مجموعة مسلحة "احتلت أسطح
أبنية في بعض أحياء مدينة اللاذقية وقامت بإطلاق النار على المارة
والمواطنين وقوى الأمن"، فقتلت خمسة أشخاص منذ الجمعة.
مجزرة
وفي هذا الصدد, اتهم الناشط الحقوقي السوري عمار القربي قوات
الأمن السورية بقتل محتجيْن حاولا إحراق مقر حزب البعث الحاكم في اللاذقية.
وتحدث خطيب مسجد الرحمن في اللاذقية خالد كمال للجزيرة عن "مجزرة", مشيرا
إلى أن قوات الشرطة كانت تطلق النار على المتظاهرين بشكل عشوائي.
وفي درعا, أطلقت قوات الأمن الغاز المدمع لتفريق مئات المحتجين الذين نظموا
اعتصاما في أحد الميادين الرئيسية للمدينة الواقعة جنوب البلاد.
وأفادت مصادر أن قوات الأمن أطلقت الغاز المدمع لتفريق مئات المتظاهرين وسط
مدينة درعا، مشيرة إلى أن المحتجين طالبوا بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.
وكانت الاحتجاجات قد انتشرت الجمعة في أنحاء سوريا في ما وصفته رويترز
بتحدِّ لحكم أسرة الأسد المستمر منذ 40 عاما, بعدما قتلت القوات السورية
عشرات المتظاهرين في جنوب البلاد.
وقدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى في درعا خلال الأسبوع المنصرم بـ55
على الأقل، رغم تحدث سكان محليين عن مقتل مثليْ هذا العدد حتى قبل الجمعة,
في حين قال مسؤولو مستشفيات يوم الخميس إن 37 شخصا على الأقل قتلوا عندما
دمرت قوات الأمن مخيم محتجين مطالبين بالديمقراطية في مسجد يوم الأربعاء.
ونقلت رويترز عن إبراهيم -وهو محام في منتصف العمر- في درعا قوله إن "حاجز
الخوف انكسر، وهذه خطوة أولى على الطريق نحو إسقاط النظام"، مضيفا "وصلنا
لنقطة اللاعودة".
وفي بلدة الصنمين التي تقع في نفس المنطقة الجنوبية لمدينة درعا، قال سكان
محليون إن 20 شخصا قتلوا عندما أطلق مسلحون النار على حشد خارج مبنى
تستخدمه المخابرات العسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن قوات الأمن قتلت مهاجمين مسلحين حاولوا اقتحام المبنى في الصنمين.
وفي حماة بوسط البلاد, قال سكان إن متظاهرين تدفقوا على الشوارع عقب صلاة
الجمعة وهتفوا بشعارات داعية إلى الحرية. وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد
أرسل قواته إلى حماة عام 1982 لسحق ما وصف بتمرد مسلح لحركة الإخوان
المسلمين، مما أسفر عن مقتل الآلاف.
مشروع طائفي
في مقابل ذلك اعتبرت المستشارة الرئاسية في سوريا بثينة
شعبان أن الأحداث التي تجري حاليا في سوريا "تندرج ضمن مشروع طائفي يحاك ضد
سوريا، ولا علاقة له بالتظاهر السلمي والمطالب المحقة والمشروعة للشعب
السوري".
وقالت بثينة في لقاء مع الصحفيين في دمشق "ما تأكدنا منه حتى الآن بعد أن اتضحت بعض الصور، أن هناك مشروع فتنة طائفية في سوريا".
ووجهت بثينة أصابع اتهام إلى فلسطينيين بالتورط في أحداث وقعت في
اللاذقية يوم الجمعة، وقالت "أتى أشخاص البارحة من مخيم الرملة للاجئين
الفلسطينيين إلى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدؤوا بمشروع
الفتنة، وعندما لم يستخدم الأمن العنف ضدهم خرج من ادعى أنه من المتظاهرين
وقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين".
من ناحية أخرى, قالت مصادر رسمية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن
القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يشمل عددا من
الوزراء وربما رئيس الحكومة, حسب تلك المصادر.
وذكرت المصادر أن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها وزير الإعلام
محسن بلال، مشيرة إلى قرارات وشيكة تخص دور حزب البعث الحاكم في حياة
السوريين.
في غضون ذلك, قال محام وحقوقي لرويترز إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا يوم الجمعة.
وذكر
المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه أن السجناء أكملوا ثلثي مدة عقوبتهم على
الأقل ويحق لهم الإفراج، "إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من
قبل".
بدون دماء
من جهته, رأى مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسّون في
مقابلة مع الجزيرة أن سوريا "وصلت إلى ما وصلت له مصر وتونس دون إراقة
دماء". وأضاف أن "سوريا تعيش فرحة ما بعدها فرحة دون صدامات وإراقة دماء،
وسوريا لن تركع ولن تسفك دماء أبنائها".
كما اعتبر أن ما حدث في درعا وغيرها أمر خارجي, قائلا "سنثبت خلال ساعات أن
من أسال الدماء هم من الخارج". واعتبر أن الشعب السوري كان أرقى مما تصور
بعض من سماهم خطباء الفتنة, قائلا إنهم يسعون لتقسيم الوطن العربي. كما
اعتبر أن ما حدث من إطلاق نار كان دفاعا عن النفس.