الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رفضه التخلي عن الحكم لمجلس انتقالي، وسط
حديث عن تعثر محاولات تحديد آليات للانتقال السلمي للسلطة، في حين رفضت
اللجنة التنظيمية لثورة التغيير في صنعاء
أي مبادرة لا تنص صراحة على التنحي الفوري لصالح وأبنائه.
وقال صالح خلال لقاء مع وجهاء من محافظتي صنعاء وريمه "إننا صامدون راسخون
رسوخ الجبال، ولن تهزنا بأي حال هذه الأحداث، فلقد واجه شعبنا في الماضي
العديد من التحديات وتغلب عليها، وسوف يخرج من هذه الأزمة أكثر قوة
وعزيمة".
لكنه أضاف "نبذل كل الجهود من أجل الحوار، ونأمل أن يستجيب العقلاء لنداء الحوار، وبما يصون الوطن وأمنه واستقراره ووحدته".
وتابع "لا يمكن أن نسمح لأقلية قليلة بأن تتغلب على الغالبية العظمى من
أبناء الشعب اليمني الذين يبحثون عن الأمن والأمان والاستقرار".
القربي ينفي
أما وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي فقد نفى ما نُقل
عنه بأن انتقالا سلميا للسلطة في اليمن سيتم اليوم أو غدا، مشيرا إلى أنه
تحدث فقط عن أمله وسعيه في تحقيق هذا الانتقال.
وقال القربي في حديث للجزيرة إن الرئيس اليمني والحزب الحاكم يريدان
انتقالا آمنا للسلطة، وإن ذلك يكون بالحوار وقد يستغرق وقتا، واصفا الحديث
عن آليات اتفاق لتسليم السلطة بأنه مجرد تسريبات لا يعرف مصدرها، ودعا إلى
تجنب التسريبات لإنجاح الحوار.
وتعليقا على ذلك قال رئيس اللقاء المشترك ياسين نعمان للجزيرة إن الشارع
اليمني توقع أن يكون نبضه وصوت الشباب قد وصل إلى مسامع الرئيس صالح، ولكن
يبدو أن المحيطين به يحجبون عنه هذا الصوت وهم لا يسمعون سوى صوت مصالحهم.
وأضاف نعمان أن نظام الرئيس صالح يحاول تصوير أن اللقاء المشترك هو فقط
الذي يريد تنحي الرئيس، مشددا على أن الشعب اليمني هو الذي يطالب بتنحي
صالح واللقاء المشترك جزء من هذا الشعب.
آليات اتفاق
وكانت مصادر موثوقة قالت للجزيرة إن اجتماعات تعقد في صنعاء
بحضور أحزاب المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم ووفد أوروبي وأميركي
لبحث آليات انتقال السلطة في البلاد.
وأضاف المصدر أن من بين المشاركين ممثلا عن اللواء علي محسن صالح الذي أعلن انضمامه إلى شباب الثورة.
ووفق المصدر اليمني تتضمن آلية انتقال السلطة مقترحا من أربع نقاط:
- نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
- تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن صلاحياته خلال ستين يوما.
- عدم ملاحقة الرئيس وأبنائه وأقاربه.
- تشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتقال السلطة.
الأحمر متفائل
من جانبه توقع رئيس مجلس التضامن الوطني في اليمن حسين
الأحمر أن يوافق الرئيس صالح على تسليم السلطة، موضحا في مقابلة سابقة مع
الجزيرة أن اجتماعات السبت "تبشر بالخير".
بدوره نصح رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبد المجيد الزنداني الرئيس صالح بترك
السلطة سلميا دون حرب ودون قتال ليحظى بلقب "الرئيس السابق".
وقال الزنداني أمام الآلاف في محافظة عمران شمالي اليمن إن الشعب سيضمن للرئيس صالح حقوقه ويحفظها إذا تنحى عن السلطة.
كل المطالب
من جهتها قالت الناشطة الحقوقية هدى العطاس إن مقترح النقاط
الأربع "لا يحقق كل مطالب المعتصمين، وسنواصل الاعتصام حتى تحقيق كل
مطالبنا".
وأضافت العطاس للجزيرة من ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء أن المطالب لم تذكر
رحيل رموز النظام، كما أنها لا تشمل رحيل الرئيس بشكل فوري، قائلة إنها إذا
تطرقت لذلك يمكن النظر فيها.
وفي السياق نفى القائد العسكري للمنطقة الشرقية في اليمن اللواء محمد علي
محسن الذي انشق عن نظام الرئيس صالح، الأنباء التي راجت عن تراجعه عن تأييد
الثورة، وقال في حديث للجزيرة إنه باق على موقفه.