-----------------
منذ
وقت بعيد فقدت قدرتي على مراسلتك مثلما كان الحال بيننا قديما ً , ولكن
هذه المرة لم ولن أعتمد في رسالتي على كلمات تصف ما تتحلين به من رقة
وأنوثة وجمال ؛ فأنتي على علم ٍ وثقة ٍ ويقين مطلق بذلك كما أني مؤمنا ً
بهذ ِ الحقيقة أشد الأيمان .
--
كتبت
إليك ِ لأصف شعور يتحرك بداخلي , شعور جعلني في أمس الحاجة إلى قربك ,
شعور جعلني في حالة إشتياق ولو لثـــانية واحدة أنظر خلالها إلى عينيك ِ
اللتان أصبحتا إلــــي ّ منبع الدفء والحب وشعــــاع الأمل ؛ لأكتــسب
منهما القوة التي تدفعني لاصل إلى أقصى درجات أعظم قوى يعجز عن تصورها
العقل البشري وبات العلم حائرا في معرفة ماهيتها لفترة ليست بالقليلة ....
هذه القوه تسمى القدرة الكاملة ...
وهي
طاقة دفينه وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها ... وهي لا تتفجر إلا عندما
يكون الشخص في حالة إستثـــارة كامله لكل ذرة من ذرات عقله و جسده معـــا ً
فيتحول الشخص بها إلى أنسان خارق ويكون قادرا على فعل اشياء تتنافى مع
عمره أو حجم ومقدار جسده .
وانا حقا ً أشعر بهذا كلما نظرت إليك ِ وتحدث معكي ؛ ولهذا أنا في أمس الحاجة لمجرد دقائق أو ثوان ِ لأراك ِ ....
فأنا صرت أخشى على هذا الحب الجميل الذي جمعنا من الضياع ..
نعم الضياع ..
فلم نعد مثلما كنا من قبل ,,, كل ُ ُ منــــا يظن أنه وحيدا ً ولا يشعر به الآخر ..
فقلد
أصبحنا حبيبتي كيان لشيء ٍ واحد لا يمكن أن ينقسم أو يتبعثر أو يتجزأ ولو
لثوان ٍ .... ولذا وصل بـــي ّ الحال إلى حالة ليس لها تفسير سوى الحرص
والخوف الشديدين فكيف لنا ... كيف لنا أن نصبر على البعد أكثر من ذلك !!
؟؟؟
قد
يصيبك السؤال بالدهشة ,, ولكني لست أقصد البعد بمعناه العام فنحن على يقين
تام أن هذا البعد ليس سوى بعد مادي - لكنه الان أصبح اصعب أنواع البعد -
لأني لم تعد لدي ّ القوى الكافية للتحمل , اريد أن أصرخ وأن أقول بصوت يحمل
كل ما في قلبي من اشتياق ....
لا احب غيركِ ..
ولا أريد سواك ِ ...
ولا استطيع احتمال بعدك أكثر من ذلك .
وأعلن ذلك لكل الناس ليتأكد ويصدق من كان في السابق يعرف ....
ولــيروها من سمعني لمن لم يسمع او من لم يكن يعرف .
حبيبتي ..
-----------
هذه الحالة التي انا عليها الآن جعلتني أخاف النوم ...
جعلتني أهاب الاحلام ..
وحتى إذا ما راودني حلم .. صرت أخشى أن أفيق منه لكي لا يتحول هذا الحلم الوردي الجميل إلى واقع ملموس مرير !!
فأحلامي
جميعا ً لم تعرف سوى أنثى ملكت كياني وعقلي وسكنت بروحي وعاشت بقلبي فصارت
في دمائي وامتزجت بصدري فاصبحت النبض الذي أحيا به والهدف الذي اسعى نحوه
والأمل الذي أعيش لأجله ....
فأحلامي جميعا ً لم تعرف سواك ِ ..
ولكي
أن تتخيلي , فمع كل هذا الحب الجارف وتلك المشاعر الجامحة ,, وهذ ِ اللهفة
المتأججة وذاك الاشتياق الذي يعتصرني وانا اكتب رسالتي هذه كل منا يحيا
وحيدا ً !!! كل واحد منا يعيش أشبه بمن يعيش جسد بلا روح ويفصل بيننا في
تلك اللحظة حاجز !!!
ربما
تظنين أن اليأس امتلكني لكن صدقيني ليس أحساس مني باليأس بل إن شدة حاجتي
إليك ِ جعلت قلبي يعرف معنا ً لا يجتمع مع الحب في قلب ٍ واحد .. فالقلب لا
يجمع بين الحب والخوف في آن واحد
أحيانا
يجب أن تكون هناك مشاعر الخوف بجانب الحب ليكون هناك استمراريه ,,, ولكن
الخوف عندي ليس خوف مما يحمله مستقبلنا عندما نصبح معـــا ً .... لكنه ربما
يكون الخوف من تضائل الفرصه لتحقيق ذلك !!
لذلك
عديني بعد قرائتك لتلك الكلمات التي بين يديك ِ أن نجعل كــل الصعاب أو
المشاكل التي ستعتـــرض طريقنا هــي التي تنحني أمامنا ...
وأنا
أعدك أيضا ً سأفعل ذلك دائما ً مثلما كان عهدك بي سابقا ً , وسأحاول جاهدا
ً أن احول هذه الصعاب التي ستواجهنا إلى رماد نطأه بقدمنا ... بل سأجعلها
بساتين نسير فيها وننعم بعبقها ونقطف من أزهارها ورودا ً .... ونجلس فيها
معا ً لنروي إلى العالم بأسره أعظم قصة حب عرفها هذا الجيل ,
ربما تكون حدثت مع غيرنا من قبل ....
ولكن لدي اليقين ....
كل اليقين ...
أنها ...
نادرا ً ما ستتكرر ..