نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهي من
أروع القصائد التي قيلت في مدح المصطفى . وقد عارض بها قصيدة البردة للبوصيري التي
يقول في مطلعها :-
أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي
سَلَمٍ
بِدَمِ
وإليكم
القصيده :-
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ
البانِ وَالعَلَمِ
رَمى القَضاءُ
بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً
لَمّا رَنا
حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
جَحَدتُها
وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
رُزِقتَ
أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
يا لائِمي
في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
ِلَقَد
أَنَلتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ
يا ناعِسَ
الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً
أَفديكَ
إِلفاً وَلا آلو الخَيالَ فِدىً
سَرى
فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسا
مَنِ
المَوائِسُ باناً بِالرُبى وَقَناً
السافِراتُ
كَأَمثالِ البُدورِ ضُحىً
القاتِلاتُ
بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
العاثِراتُ
بِأَلبابِ الرِجالِ وَما
المُضرِماتُ
خُدوداً أَسفَرَت وَجَلَت
الحامِلاتُ
لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفاً
مِن كُلِّ
بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
يُرَعنَ
لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
وَضَعتُ خَدّي
وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبيً
يا بِنتَ ذي
اللَبَدِ المُحَمّى جانِبُهُ
ما كُنتُ
أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
مَن أَنبَتَ
الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَر
بَيني وَبَينُكِ
مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ
لَم أَغشَ
مَغناكِ إِلّا في غُضونِ كِرىً
يا نَفسُ
دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
فُضّي بِتَقواكِ
فاهاً كُلَّما ضَحِكَت
مَخطوبَةٌ
مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ
يَفنى
الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها
لا تَحفَلي
بِجَناها أَو جِنايَتِها
كَم نائِمٍ
لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ
طَوراً
تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ
كَم ضَلَّلَتكَ
وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ
يا وَيلَتاهُ
لِنَفسي راعَها وَدَها
رَكَضتُها
في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
هامَت عَلى
أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها
صَلاحُ
أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
وَالنَفسُ مِن
خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
تَطغى إِذا
مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوىً
إِن جَلَّ
ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
أَلقى رَجائي
إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
إِذا
خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
وَإِن
تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
لَزِمتُ بابَ
أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
فَكُلُّ فَضلٍ
وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
عَلَّقتُ مِن
مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
يُزري قَريضي
زُهَيراً حينَ أَمدَحُهُ
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ
الباري وَرَحمَتُهُ
وَصاحِبُ
الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
سَناؤُهُ
وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
قَد أَخطَأَ
النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
نُموا إِلَيهِ
فَزادوا في الوَرى شَرَفاً
حَواهُ في
سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
لَمّا رَآهُ
بَحيرا قالَ نَعرِفُهُ
سائِل حِراءَ
وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
كَم جيئَةٍ
وَذَهابٍ شُرِّفَت بِهِما
وَوَحشَةٍ
لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
يُسامِرُ
الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
لَمّا دَعا
الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
وَظَلَّلَتهُ
فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ
اللَهِ أُشرِبَها
إِنَّ
الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
وَنودِيَ اِقرَأ
تَعالى اللَهُ قائِلُها
هُناكَ
أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت
فَلا تَسَل
عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
تَساءَلواعَن
عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِم
ياجاهِلينَ
عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
لَقَّبتُموهُ
أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
فاقَ البُدورَ
وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَم
جاءَ
النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَت
آياتُهُ كُلَّما
طالَ المَدى جُدُدٌ
يَكادُ في
لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يا أَفصَحَ
الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُ
حَلَّيتَ مِن
عَطَلٍ جيدَ البَيانِ بِهِ
بِكُلِّ قَولٍ
كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُح
سَرَت بَشائِرُ
باِلهادي وَمَولِدِهِ
الظُلَمِ
تَخَطَّفَت مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
ريعَت لَها
شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت
أَتَيتَ
وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم
وَالأَرضُ
مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ
مُحتَكِمِ
مُسَيطِرُالفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
يُعَذِّبانِ
عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَالخَلقُ
يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم
أَستتتترى
بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
لَمّا
خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
صَلّى
وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
جُبتَ
السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم
رَكوبَةً لَكَ
مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
مَشيئَةُ
الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
حَتّى
بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
وَقيلَ كُلُّ
نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
خَطَطتَ
لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
أَحَطتَ
بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت
وَضاعَفَ
القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
سَل عُصبَةَ
الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
هَل أَبصَروا
الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعوا
وَهَل
تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُم
فَأَدبَروا
وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُم
لَولا يَدُ
اللَهِ بِالجارَينَ ما سَلِما
تَوارَيا
بِجَناحِ اللَهِ وَاِستَتَرا
يا أَحمَدَ
الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي
المادِحونَ
وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ
مَديحُهُ
فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوىً
اللَهُ يَشهَدُ
أَنّي لا أُعارِضُهُ
وَإِنَّما أَنا
بَعضُ الغابِطينَ وَمَن
هَذا مَقامٌ
مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ
تَ
البَدرُ دونَكَ في
حُسنٍ وَفي شَرَفٍ
شُمُّ الجِبالِ
إِذا طاوَلتَها اِنخَفَضَت
وَاللَيثُ
دونَكَ بَأساً عِندَ وَثبَتِهِ
تَهفو إِلَيكَ
وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها
مَحَبَّةُ
اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
كَأَنَّ وَجهَكَ
تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً
بَدرٌ تَطَلَّعَ
في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ
ذُكِرتَ
بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً