ستكون مباراة القمة رقم 106 بين الغريمين التقليدين الأهلي والزمالك مختلفة، فالزمالك ستكون عينه الأساسية علي تحقيق الفوز، فيما سيبحث الأهلي عن
تحقيق نتيجة ايجابية تجعل إدارته وجهازه الفني وجماهيره راضيين بها.
ويستضيف الأهلي في السادسة من مساء الخميس الزمالك في مباراة مؤجلة من الأسبوع الـ12 للدوري المصري الممتاز.
واختارت لجنة الحكام باتحاد الكرة المصري طاقم تحكيم نمساوي لإدارة المباراة بقيادة الحكم روبرت شورجنهوفر.
وعلي عكس ما اعتادت عليه الجماهير المصرية في السنوات الـ6 الأخيرة، سيدخل الزمالك اللقاء وهو المرشح الأول للفوز بها نظرا للظروف الحالية التي يمر بها
الفريقان.
فالفريق الأبيض يعيش أفضل فترة له منذ موسم 2003-2004 وهو الموسم الذي شهد أخر فوز للقلعة البيضاء بلقب الدوري الممتاز، كما يعتبر ايضا الموسم الذي
شهد اخر انتصار " فعلي" للزمالك علي الأهلي.
فعلي الرغم من ان اخر فوز رقمي للزمالك علي الأهلي كان في الدور الثاني لموسم 2006-2007، إلا أن هذا الفوز كان " خادعا" لأنه تحقق وقتما أراح الأهلي
لاعبيه الأساسيين بالإضافة إلي مانويل جوزيه مديره الفني وقتها.
تغير شكل الزمالك روحا وأداء يعود بدون شك إلي تولي التوأم حسام وإبراهيم حسن مسؤوليته الفنية بداية من منتصف الموسم الماضي، فعندما كان الزمالك
يصارع الهبوط في بداية الموسم الماضي، جاء حسام وابراهيم لينتشلا الفريق من دوامة القاع ويدخلاه إلي مصاف أندية المقدمة لينهيا الدوري في المركز الثاني
ويؤكدا ترشح الفريق للمشاركة في النسخة القادمة من دوري أبطال إفريقيا بعد غياب عامين كاملين.
ويعتبر الموسم الحالي هو التحدي الأكبر للتوأم لإثبات جدارتهما بتولي مسؤولية الزمالك، وهو الأمر الذي يسير عليه الفريق بشكل ثابت منذ بداية الموسم.
الزمالك
فالزمالك يحتل حاليا صدارة الدوري برصيد 30 نقطة وبفارق 4 نقاط عن اقرب منافسيه الإسماعيلي الذي لعب أيضا مباراة أكثر من الفريق الأبيض، كما يبتعد الأخير
عن غريمه التقليدي الأهلي بفارق 6 نقاط مما يعني أن الزمالك سيظل في الصدارة حتى ولو لقي الهزيمة مساء الخميس في الدربي.
حالة الزمالك المعنوية العالية كان لها تأثيرا بالغا علي نجمه الأول محمود عبدالرازق "شيكابالا" الذي يقدم موسما استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة من معني،
فاللاعب يعتبر " قلب" الفريق النابض هذا الموسم حيث تمكن من تسجيل 9 أهداف خلال 13 مباراة اعتلي بهم صدارة هدافي الدوري.
وبخلاف نجاعته التهديفية، ابهر شيكابالا الجميع دون استثناء في مصر بلياقته البدنية وانضباطه التكتيكي داخل الملعب هذا الموسم وهما الأمران اللذان كان
اللاعب دائما وابدأ ما يفتقدهما مع الفريق في المواسم الماضية.
ويعلق الجميع داخل المنظومة الزملكاوية الكثير من الآمال علي اللاعب الأسمر من اجل حسم دربي الخميس خاصة وان اللقاء يأتي في وقت وصلت فيه "فورمة"
شيكابالا إلي اعلي مستوياتها.
جدارة شيكابالا وقدرته في زيادة فاعلية الزمالك الهجومية، تقابلها بكل وضوح ضعفا واضحا في منطقتي الوسط والدفاع وهو ما وضح جليا في أرقام الفريق الأبيض
الذي تلقت شباكه 17 هدفا خلال 13 مباراة فقط مما يعني ان الفريق بشكل عام يقبل هدفا في كل مباراة يلعبها.
وسيدخل الزمالك اللقاء وهو مكتمل الصفوف تماما ولن يغيب عنه سوي القطري حسين ياسر المحمدي الذي انضم لصفوف منتخب بلاده الذي يستعد لخوض
منافسات كأس اسيا، وعلي الرغم من تصريحات المسؤولين في الزمالك الاخيرة والتي اشارت الي امكانية عودة اللاعب للقاهرة لمدة 24 ساعة فقط للمشاركة
في اللقاء، تبدو فرص اللاعب معدومة تماما في ظل الانباء القادمة من الدوحة والتي تؤكد استحالة رجوعه.
الأهلي
علي النقيض تماما، يدخل الأهلي دربي الدور الأول لهذا الموسم وهو في أسوأ حالة يمكن ان يكون عليها في مباراة مثل تلك، فالفريق مازال يعاني من تخبطات
الموسم الماضي والتي وضحت بشكل تام هذا الموسم علي الرغم من تعاقد الفريق مع أكثر من لاعب دولي يأتي في مقدمتهم المهاجم محمد ناجي جدو
ولاعبي خط الوسط حسام غالي ومحمد شوقي.
فبعد بداية هزيلة للغاية مع مديره الفني السابق حسام البدري هذا الموسم نتج عنها تعادل الفريق في 3 مباريات وتلقيه هزيمته الوحيدة حتي الآن أمام
الإسماعيلي بثلاثية في الإسماعيلية، كان لزاما علي مجلس إدارة النادي ان يوجه الشكر للجهاز الفني ويسند المهمة بشكل مؤقت للكابتن عبدالعزيز
عبدالشافي "زيزو" من أجل إكمال الدور الأول لحين التعاقد مع مدير فني أجنبي مع بداية الدور الثاني في يناير.
وخاض زيزو مع الأهلي حتى الآن 4 مباريات تعادل في 3 أمام كل من سموحة والاتحاد والمقاولون العرب وحقق الفوز في واحدة فقط علي حساب حرس الحدود.
ويبدو أن الشيء الوحيد الذي سيراهن عليه زيزو في الدربي هو "روح الفانلة الحمراء" والذي حاول جاهدا أن يبثها في نفوس لاعبيه خلال الأيام القليلة التي
تسبق المباراة.
وظروف الأهلي الفنية ليست مشكلته الوحيدة في المباراة، فالفريق أيضا يعاني علي المستوي البدني للاعبيه مما سيجعله يدخل اللقاء وهو منقوص الصفوف
وبالأخص علي مستوي خط الهجوم حيث تأكد غياب مهاجمه الأوحد محمد فضل ومدافعه أحمد السيد بسبب الإصابة.
وعلي الرغم من استعادة الفريق لخدمات الليبيري فرانسيس دو فوركي وأسامة حسني العائدان من الإصابة، إلا أن عدم ثقة الجماهير في إمكانياتهما طيلة
الموسمين الأخيرين يجعلهما يلعبان دائما تحت الضغط، الأمر الذي لا يفيد الفريق من قريب أو بعيد.
وربما تكون النقطة الايجابية الوحيدة بالنسبة لإصابات اللاعبين في الأهلي هي تأكد مشاركة لاعب خط وسط الفريق حسام عاشور في المباراة علي الرغم من
الأنباء التي انطلقت عقب إصابته في مباراة المقاولون بعدم تمكنه من اللحاق بالدربي.
علي المستوي الرقمي، الأهلي دفاعيا ليس أفضل حالا من الزمالك، فمرمي الفريق أصيب بـ13 هدف خلال 13 مباراة، مما يجعل نسبته مقاربة جدا لنسبة
الزمالك الدفاعية، ولكن الأخير يكتسح في الناحية الهجومية تماما حيث تمكن لاعبوه من هز شباك منافسيهم 28 مرة خلال 13 مباراة، فيما لم يتمكن لاعبو
الأهلي من هز شباك منافسيهم سوي 17 مرة فقط.
كل هذه المعطيات تؤكد أن عين الجهاز الفني للأهلي ستكون منصبة علي تحقيق نتيجة ايجابية والتي ستشمل نتيجتي التعادل كبداية او الفوز علي أقصي
تقدير، وفي كلتا الحالتين ستخرج الجماهير الحمراء سعيدة بدون شك من استاد القاهرة، أما نتيجة الهزيمة فستعلن بشكل واضح ان الأهلي بدأ يبتعد فعليا عن
المحافظة علي لقبه الذي أحرزه في اخر 6 مواسم.
يبقي الإشارة إلي أن نجم مباريات القمة محمد أبوتريكة علي بعد هدف واحد من تسجيل اسمه في نادي المائة، حيث سجل هدفه الـ99 في مرمي حرس الحدود
هذا الموسم.