الرئيسيةالرئيسية  [بوابه الموقع][بوابه الموقع]  قائمه العار  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  


معلومات العضو
محمد سمير

محمد سمير

.:: عضو شرف ::.
معلومات إضافية
لايتوفر على اوسه بعد
صفحه التعريف بالمنتدى
مصـر
 المشاركات700
تقييمات الاعضاء لى من خلال  مشاركاتى بالمنتدى12

معلومات الاتصال

 نعمة الستر Empty


Share

في إحدى سفرياتي نفذت كالعادة من ذلك الجهاز الكاشف، الذي يصيح إذا مسح في الجيب شيئًا معدنيًّا، ففزعت إذ أخذ يصرخ بشكل مزعج، فمددت يدي لأجد بجيبي الأيسر نصف ريال (عملة معدنية)، فأخرجته ونحيته عني، وأردت أن أنفذ مرة ثانية فإذا به يصيح، فأحسست بالانزعاج، وتصببت عرقًا من الحياء، ومددت يدي لأجد في الجيب الآخر مفتاحًا، فتوقفت، ودققت في استخراج كل ما في جيوبي، لأنفذ بعد ذلك بسلام، وأنا غير مستريح؛ إذ انتابني إحساس أن الناس كلهم ينظرون إلى، ولأنني مسلم ملتحٍ فربما شكوا أنني أحمل في جيبي طائرة أباتشي، أو راجمة صواريخ، أو أخبئ في حقيبتي مفاعلاً نوويًّا أو نحوه!

عندها راودتني فكرة جعلتني أرتعب، إذ قال لي خيالي المتمرد: تخيل لو أن الله تعالى وضع في بدنك جهازًا يصرخ هكذا كلما ارتكبت ذنبًا، أو اجترأت على معصية، يا خبر! ستكون مصيبة، سيظل يرن طول النهار، لأنني من بني آدم الخطائين!



وتماديت في خيالي أكثر، ماذا لو كان هذا الجهاز في أجساد الناس كلهم!؟

كيف سيكون حال الشارع والبيت، ومكان العمل، والأصوات تخرج في وقت واحد من مائة شخص، من ألف، من مليون، من مليار، من أهل الأرض جميعًا هل ستكون الحياة على ظهر الأرض ممكنة؟! أظن أننا سنهلك من أول نصف ساعة، بل من أول دقيقة، من أصوات المعصية التي تصرخ، وتزعج، وتملأ الأجواء كلها، فالصوت طاقة مدمرة، قادرة على إبادة الكون كله بمجراته!


ثم تمادى خيالي الحرون، فتخيلت ما تخيله الشاعر أبو العتاهية قبلي، حين حمد الله أنه ليس للذنوب رائحة منتنة تصدر عن فاعليها:

كيف إصلاح قلوبٍ.... إنما هُـنَّ قروح
أحسـن الله بـنا.... أن الخطايا لا تفوح
فإذا المستـور منا.... بين ثوبـيه فَضوح

وافترضت معه: لو أن أحدنا كلما اقترف ذنبًا خرجت عنه بالذنب رشة رائحة عفنة فكيف سيكون الحال؟ وأمسكت بطني، لأنني وحدي – بالتأكيد - سأملأ الدنيا عفنًا قبل آخر النهار، لكثرة ذنوبي، فكيف لو خرجت ريح الذين أعرفهم، والذين لا أعرفهم: مائة شخص، ألف، مليون، مليار، أهل الأرض جميعًا كيف ستكون الأرض؟ مزبلة مقززة؟ مرحاضًا كبيرًا؟ كوكبًا متعفنًا؟ شيئًا لا يطاق أن يعيش فيه المرء دقيقة واحدة؟


وسألت نفسي: هل تعرف نعمة ستر الله عليك يأيها المذنب الغارق في خطاياك؟ وهل تقدرها؟ وهل تشكر ربك الحليم الستير عليها؟!


يااااااااااه ما أحلمك ربي وأكرمك! ما أصبرك وأسترك!

الحمد لله على الإسلام، وعلى نعمة الستر، وعلى نعمة العافية!

اللهم أدمها علينا دنيا وأخرى يا كريم.


أتعرف قارئي الحبيب، أن نعمة الستر هذه ليست مجرد نعمة مفردة؛ بل هي مجموعة نعم متداخلة نترجمها نحن - لقصورنا – في نعمة واحدة!؟

احسب معي كم في نعمة الستر من نعم باطنة، وتعجب، وسبح بحمد ربك واستغفره:


إنه يعرف ما أنوي قبل أن أقع في المعصية، ويعرف أنني أخطط لها، وأرتب نفسي لئلا يراني أحد، فيحلم عليّ، ولا يفضحني..


وهو سبحانه يضع في طريقي مذكرات: كلمة/ آية/ موقفًا/ نصيحة عابرة/ شيئًا يلفت نظري لأتعظ.. ومخي غبي وشيطاني عنيد، فيصبر سبحانه علي..


ثم في سعيي للمعصية يراني ويطلع علي، ويحلم، فلا يرسل إلى سيارة تدهسني، ولا بلطجيًّا يصفعني، ولا شرطيًّا يوقفني، ويأمر ملك الحسنات الذي على كتفي رفيقه ملك السيئات ألا يكتب المعصية، وأن يمهلني لعلي أفيق وأتوب!


ثم عند الارتكاس في المعصية هو يراني، ويعلم حالي، ويحلم ويستر!


ثم إنه سبحانه إذا أفقت من معصيتي، إذا علم مني خيرًا أعانني على الاستغفار والتوبة.. فإذا استغفرت غفر لي وكأني لم أذنب، ولم أتعد حدودي، وأجترئ على حرمات ربي..

بل ربما مدحني الناس، وظنوا أنني بلا ذنوب، وأنني مثال للعبد التقي النقي الخفي!



يااااه.. ما أعظم ربي وأحلمه! اقرأ هذه:

ذكر الإمام ابن قدامة في التوابين أن بني إسرائيل لحقهم قحط على عهد سيدنا موسى عليه السلام، فاجتمع الناس إليه، فقالوا: يا كليم الله: ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث. فقام معهم موسى عليه السلام، وخرجوا إلى الصحراء - وهم سبعون ألفًا أو يزيدون - فقال عليه السلام: إلهي: اسقنا غيثك، وانشر علينا رحمتك، وارحمنا بالأطفال الرضع، والبهائم الرتع، والمشايخ الركع؛ فما زادت السماء إلا تقشعًا، والشمس إلا حرارة!

فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا!

فقال الله عز وجل: كيف أسقيكم؟ وفيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة؟ فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم؛ فبه منعتكم المطر، وابتليتكم بالقحط والجفاف!

فصاح عليه السلام في قومه: يأيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة: اخرج من بين أظهرنا؛ فبك منعنا المطر..


فنظر العبد العاصي ذات اليمين وذات الشمال، فلم ير أحدًا خرج، فعلم أنه المطلوب، فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتُضحت على رؤوس بني إسرائيل، وإن قعدت معهم مُنعوا لأجلي. فانكسرت نفسه، ودمعت عينه، فأدخل رأسه في ثيابه نادمًا على فعاله، وقال: إلهي وسيدي: عصيتك أربعين سنة، وأمهلتني. وقد أتيتك طائعًا فاقبلني، وأخذ يبتهل إلى الخالق تبارك وتعالى، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء، فأمطرت كأفواه القِرب - أي انهمر منها الماء مدرارًا - فعجب موسى عليه السلام وقال: إلهي: سقيتنا، وما خرج من بين أظهرنا أحد، فقال الله تبارك وتعالى: يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم!

فقال موسى عليه السلام: إلهي أرني هذا العبد الطائع!
فقال تعالى وجل وعز: يا موسى إني لم أفضحه، وهو يعصيني، أفأفضحه وهو يطيعني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
nemo2011

nemo2011

.:: اصدقاء المنتدى ::.
معلومات إضافية
لايتوفر على اوسه بعد
صفحه التعريف بالمنتدى
عايش فى اصحـاب مدى الحيـاه
 المشاركات602
تقييمات الاعضاء لى من خلال  مشاركاتى بالمنتدى0

معلومات الاتصال

 نعمة الستر Empty


Share

نعمة الستر 106911
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
الزمان غدار

الزمان غدار

:: صاحب متألق ::
معلومات إضافية
وسام التميز والابداع فى طرح المواضيع الهامه والمفيده
صفحه التعريف بالمنتدى
مصـر
 المشاركات1670
تقييمات الاعضاء لى من خلال  مشاركاتى بالمنتدى39

معلومات الاتصال

 نعمة الستر Empty


Share

نعمة الستر 1415059983
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
محمد سمير

محمد سمير

.:: عضو شرف ::.
معلومات إضافية
لايتوفر على اوسه بعد
صفحه التعريف بالمنتدى
مصـر
 المشاركات700
تقييمات الاعضاء لى من خلال  مشاركاتى بالمنتدى12

معلومات الاتصال

 نعمة الستر Empty


Share

شكرا للمرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
°° ابـتـســـــام °°

°° ابـتـســـــام °°

: صاحب فعال :
معلومات إضافية
لايتوفر على اوسه بعد
صفحه التعريف بالمنتدى
عايش فى اصحـاب مدى الحيـاه
 المشاركات178
تقييمات الاعضاء لى من خلال  مشاركاتى بالمنتدى0

معلومات الاتصال

 نعمة الستر Empty


Share

نعمة الستر 569798
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نعمة الستر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد...

لاتقرأ وترحل .. بل شارك برأيك .. انتقد او عبر !
هل اعجبك مقال نعمة الستر ؟؟ يمكنك الرد عليه ( من هــنا ) مباشره!

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
FriEnDs 4 EveR :: اقسام عامه :: منتدى المواضيع العامه-
هام للأطلاع : الدكتور محمد البرادعى والحقيقه

 مرحبا بك معنا ضيفا او عضوا عزيزا على منتدى اصحاب مدى الحياه. يمكنك المشاركة في المنتدى عن طريق تقديم المقالات والمواضيع المفيدة والردود البناءة. منتدى اصحاب مدى الحياه هو منتدى عربى مصري [ للحوار والنقاش ] و [ تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات ] و [ معرفة الجديد والمفيد ] و [ الأخبار العامة والمنوعة ] ، عالم جديد من الترفيه والمتعة، هدفنا نشر الافاده ، « هذا المنتدى حوارى وليس لتحميل الاغاني والبرامج والافلام المسروقة » .منتدى اصحاب مدى الحياه من المنتديات التي تحترم حقوق الملكية الفكرية ولا تساهم في نشر اي محتوى مسروق، لذا اذا صادف ان واجهت اي موضوع او مشاركة تخرق حقوق الملكية الفكرية الخاصة بك انت شخصيا يرجى تبليغ الادارة عبر نموذج الاتصال بنا وسوف يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة.الهدف الأساسي من هذه المنتديات هو نشر المعرفة وتبادل الخبرات في مجالات مختلفة، والحوار العام بين الأعضاء في ما هو نافع ومفيد.


نعمة الستر Ouo_uo10

Powered by EGy Ghost Copyright © 2010-2011 FRienDs 4 EveR

 
 
 
©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع