حكاية شعب
خرج مثلما خرج كثير من الشباب إلى ذلك الميدان الرائع الذى توسط القاهره
ميدان التحرير .. خرج وداخله هدف رائع هدف تمناه كل مصرى أن يتحقق و طالما سعى له كثير من الشيوخ
أمل التغير و أمل التطلع إلى غد مشرق براق
بعدما على على وطنه دخان العش و السرقه والسيطره و النفوذ
إتجه من أحدى المدن القريبه من القاهره
لا يهم أسم تلك المدينه و لا أين تقع
بل هى مدينه تقع فى بر مصر المحروسه
ربما لم يشئ أن يظل يتظاهر داخل مدينته الصغيره
لانه أراد أن يكون صوته أعلى و يصل إلى ذلك الظالم عبر حدود أقرب
و لعله رأى فى التحرير مكانا و رمزا لما أراد
فميدان التحرير ربما كل المصريين ذهبوا إليه و زاروه مرات و مرات
و كلنا لنا وطن و تظل القاهره بلد الجميع
خرج من داره حاملا معه إرادته و إيمانه بما يصنعه
يحمل داخله إيمانه بالله و قوة أعطاه الله إياها
تدفعه لما قدم عليه
إلتحم أحمد بأصدقاءه من الفيس بوك و الذى طالما وصفهم الجميع بصفات ليس لها معنى و ظنهم أنهم بلهاء قاصروا التفكير
و هربوا من واقعهم إلى شاشه صغيره
نزل إلى الميدان ينادى بكلمة طالما تمنى أن ينطق بها
دون خوف من سجن أو إعتقال أو مطارده
قال الشعب يريد إسقاط النظام
بكل فساده و كل رؤسه و كل أدواته القذره
و وسط الجموع رأها أنها فتاه فى منتصف العشرينات
أى يكبرها بحوالى خمس سنوات
فتاه لم تكن من الصنف الذى طالما عاش يقول هذه هى الفتاه المثاليه
فهى لا ترتدى الحجاب و علاوه على ذلك فإنها ترتدى بنطالون جينز ضيق
و تظهر عليها علامات التمدن كل ما ترتديه يوحى بالغنى
و مع ذلك فهى ثائره قويه مؤمنه بما تفعل
فهى تحمل الرايه و تقف أمام قوات الأمن المركزى بقوه و عناد
ربما هنا لم تفكر تلك الفتاه بما سوف تتعرض له من إهانه
و كان ليل اليوم 28 من يناير
ذلك اليوم الاسود
الذى أخرجوا لنا فيه الذئاب و الجرزان من جحورها و تقهقر رجال الشرطه الأوفياء مختبئين لا بعرف لهم مكان
غير مابلين بما يجرى فى البلاد
مدعين أنهم فقدوا السيطره و حرقت أقسامهم و لم يستطيعوا المقاومه
رامين على الشباب التهم الجذافيه
جاء الليل
و كان أحمد من من إتوجهوا الى المتحف المصرى لحمايته
و فجئ بها تقف إلى جواره
فقال لها أنا أحمد و قالت أنا نهى
قال إنه محاسب فى أحد المصانع و قالت هى معيده فى الجامعه الأمريكيه
و كنت طالبه بها
لم يكن الوقت يصلح لإلقاء كم أكثر من الأسئله
فالخوف مسيطر على المكان
و ربما هناك أعيرة ناريه لا يعرف لها مصدر و جهت لقلوب هؤلاء الشباب
و بعض الاعيره المطاطيه وجهت لأين من خرج يصرخ فى وجه الظلم و الفساد
لتعاقبهم على فعلتهم .. هؤلاء الشباب الذى حاول الإعلام أن يلطخهم و يصفهم بالمندسين
و حاول مدعى الإسلام و وصفهم بالخوارج
بقى أحمد و نهى طوال الليل هناك عند المتحف غير مبالين هم و من معهم بما يجرى
و ربما تعرض شباب معهم للإصابه أو السقوط من اثر الأصابه بطلق نارى
و مرت الأيام بعد ذالك صاحبها بعض التصاريح للرئيس
يخالطها التعالى و عدم المصداقيه و الإستخفاف بالشباب
و شئعات تملأ المكان بهروب أبناءه إلى لندن
برفقة زوجاتهم
يقيمون بقصرهم الرائع هناك
فكلهم يحمل جوازا بريطانى نسبة إلى جدتهم البريطانيه
و كان أحمد و نهى مع من حملوا أرواحهم على كتفهم
نهى التى إكتشفها أحمد فى ميدان التحرير
التى تحمل إسدال فى حقيبتها تخرجه عند كل صلاه لتصلى هى وزميلاتها
تعرف هناك على بشر مختلف
لم يرى ما كان يسمعه من تعصب لأبناء دين
فهنا صادق صديقه رأفت شاب مسيحى
خرج وقد ملأه الأكل فى التغير
و فجئ أن له صديق من الإخوان
الغريب أنه وجد أن هذا الرجل من الإخوان ليس كما يشيع البعض عنهم
فهو يعلم أبناءه فى المدارس و يرتدى الملابس العاديه
و هو أيضا يعمل فى أحد النيابات الإداريه فهو خريج حقوق
هناك
تعلم أحمد أن الواقع مختلف فالدين متواجد داخل القلوب
و الوجوه متشابه لا يمكن تميزاها
فهناك نهى التى ربما لا يوافقها فى زيها و مظهرها
و لكنها مسلمه مؤمنه داخلها رغم ما ينقصها من إتمام المظهر الإسلامى الكامل
و هناك رأفت المسيحى المؤمن بعقيدته إلى أبعد الحدود الذى طالما رفض موقف الكنيسه المتباطئ فى أول الأمر
و هناك عادل شاب الإخوان الذى صادق رأفت فى ميدان التحرير دون أن يعلم دينه أو أى شئ عنه و بعد معرفته لحقيقة دينه زاد صلة به
مؤمن بإن ديننا يسع جميع الأديان
و إقترب أكثر من نهى فى تلك الفتره
نعم أحبها و احبته و الغريب أن هذا الحب لم يتطرأ حتى لمسكة يد
بل حب نقى طاهر ربما تمناه الجميع طوال السنوات الماضيه
ربما لان هؤلاء الشباب إستطاعوا تغير أنفسهم قبل المطالبه بتغير واقعهم
و جاءت المظاهره المليونيه تطالب بأقصى أنواع التغير
إسقاط الحكم كله بعدما طاح الرئيس بحلمهم بتعين وزاره معظمها من رؤس الوزاره السابقه
و ترك الحزب الوطنى شعارا لتك الحكومه الجديده
غير ممعن برغبات شعب كامل و آماله
و لكن الشعب هنا أدرك أن الجيش معهم بروحه و رجاله
فإختار أحمد و نهى أن يكونا من المتظوعين الثوار الذين يفتشون كل من يدخل المظاهره
و هنا ظهر عدد كبير من الوجوه
المألوفه من شباب و رموز الفن تقف إلى جوارهم و من أصحاب النفوذ و رجال
الأعمال و رجال لهم ثقلهم ظهرت هنا فى ذلك الميدان تطالب برحيل لا رجعة فيه
و فى ظل تلك المطالبه خرج ذلك الخطاب الذى جافا كل ما كان يطمح له أصحاب الثوره
فزاد الرفض و زاد إحساسهم بالظلم
و هنا رأى أحمد دموع نهى الباكيه
دموع قهر وحزن أإلى هذا الحد يتمسك هؤلاء بكراسيهم ؟؟
وجاء اليوم
يوم خروج البلطجيه المطالبين ببقاء الرئيس
خرجوا على هؤلاء الشباب الطاهر العزل
بالأحصنه و الجمال
يضربون و يقتلون و يطلقون الأعيره الناريه
و هنا سقط أحمد برصاصة فى رأسه
و بعد ساعات عرفت نهى
فهرعت إلى جسته
لترى وجها تلطخ بالدماء و لكنها شمت هنا رئحة النصر
و أقسمت على جسده أنها سوف تجاهد هى و كل من معها
لإخراج طاغيه طالما سرق الحلم من شبابها و أبنائها
و خرجت الحكومه بوجه البراءه تعلن
أنها لا تعرف من قام بذلك
معلنه أنها صدمت مثلها مثل الشعب
و ظهرت مذيعه مصريه ثائره
تعلن أن وزير الإعلام أحد رؤس المدبرين لحادثة البلطجيه
و هنا كانت نهى
حيث أرض التحرير
باقيه أعلنت مع أهل الأحمد الذين جاءو ألى أرض التحرير
أنهم لن يقبلوا العزاء إلا بعد الأخذ بالثأر
ثأر أحمد و من معه من من تشيثوا بالكرسى و لم يعبأوا بغيرهم
و أحلام من يحلمون غيرهم
واجهة نهى أحزانها و حب وحيد دخل قلبها منذ نعومة أظافرها
فكانت مثالا للشابه الثائره هى و رأفت و عادل و غيرهم
من من حملوا لواء الثوره و حب التغير
و كانت نهاية الاسبوع
و الإعداد لثوره هائله
و خرج الرئيس بخطاب آخر بالتنازل عن سلطاته لنائبه و بعض من تغير لمواد الدستور
و لكن ذلك لم يعد يروى عطشا
لم يعد يشفى جراحا صنعها نظام فاسد
فى قتل نفوس بريئه
كل ما صنعته أنها قالت للظالم لا
أمرت بالمعروف و نهت عن المنكر
بأسوب تحاكى عنه كل زعماء العالم
و كل شعوبه
لقد مات أحمد و رفقاءه
و بقيت نهى و زملائها
و لن يرضوا إلا برحيل
و جاء الجمعه
و تجمع الجميع
ليصلوا صلاة الجمعه و هنا لم تخرج نهى إسدالها من حقيبتها
لتصلى لأنها إرتدت الحجاب لتعلن أن الإسلام
مظهر و جوهر
و بكت أثناء دعاء الشيخ الجليل محمد جبريل
دعاءه بالنصر و ذهاب البأس
و هناك وقف رأفت و معه زملاءه يرددون بعض آيات الأنجيل
و يبتهلون لرب العالمين
ليرتفع الصليب مع القرآن يشقان عنان السماء
منادين بروح واحده
لا للظلم .. لا للإستبداد
و آخر اليوم خرج هذا الرجل الذى ظلمه النظام
عمر سليمان
يعلن رحيل الظلم
و رحيل المستبدين
ليسعد الشعب و الثوار و كل العالم
بنصر لقوة إنسانيه
و إرادة شعب
وقف جانبها جيش واعى يعرف أنه من الشعب و إلى الشعب يكون
لنكتب بحروف من نور
ثورة مصر الطاهره
و تقبل نهى و أسراة كثيره
العزاء
فاليوم العزاء فى شهدئنا مقبول
فداخل كل مصرى يقبع رجلا من صعيد مصر
الثأر له مبدأ
فهناك فى ميدان التحرير
قد ثأر الشعب لكرامته و شهداءه
و عروبته
عفوا فقد هرب الطاغى
و لا يعرف له مكان
و قد تبخرت الأقنعه و بقى الجيش و الشعب
و ظلت الشرطه صاحبة الخطيئه
فلتتوب و لتجلس و سطنا
بثوب جديد
و روح جديده
للننتصر لوطننا و شعبنا
الذى طالما عانى