سياسة «بس» و«بخ» التى ينتهجها مرسى أثبتت نجاحات باهرة مع القطط السمان، من أول رئيس المخابرات نهايةً برئيس التنظيم والإدارة، مرورًا بقائمة طويلة من القطط المرتعشة، قال لها «بخ» فبخت، وسحبت من سكات، وكفى الله المؤمنين شر القتال، بعضها نامت تحت قدميه ولعقت، ولاتزال تلعق اليد بعد القدم، تبوس الأيادى.ما خشى منه الرئيس لم يكلفه سوى «بخ وبس»، «وبس» اسم إله المسخرة عند قدماء المصريين، مرسى استعبط قطط الدولة العبيطة (العميقة)، ركب الدولة ودلدل رجليه فى وش التخين، بخ يميناً يسقط طنطاوى، بس شمالاً يسقط عنان، الرئيس مقضيها بخبخة وبسبسة، وكلما اقترب يوم الحساب تسمع زئير الرئيس، تفر حيوانات الغابة فزعة تختبئ فى الأحراش، يختال الرئيس ملكاً فى عرينه المكشوف، يخطب فى الاستاد، «لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى»، ويدوى هتاف السامعين الطائعين: «بنحبك يا مرسى»، يزعق مرسى: «أنا الرئيس لا كذب أنا الرئيس المنتخب».لم يتعلم مرسى الدرس، فيه ناس تخيفها «بس» وناس تفزعها «بخ»، وناس لا بتخاف من بس ولا بخ، تبسبس لها تنونو، تبخبخلها تهوهو، لا تملك عليها بخاً رئاسياً ولا بساً إخوانياً، محصنة سنانها مش مترمة، غير قابلة للعزل الذى يمارس فى مصر الآن على طريقة حش البرسيم الحجازى، مرسى لم يستوعب بعد درس الدستورية، بسبس لها زامت فى وشه فكش ملك، لم ينحن قضاة الدستورية، قامات عالية، مرسى لا يميز بين القطط والنمور، وفى مصر المحروسة قطط كالنمور وأشد شراسة، الصياد الماهر لا يجرح نمراً.. يقتله، النمور الجريحة تخمش الوجه.مرسى الصياد عاد يمارس هوايته فى اصطياد النمور، يتحرش بالقضاة، بخ وبس لا تصلح مع القضاة، فيهم نمور عاتية، هؤلاء يا عمنا محصنون ضد العزل، مصفحون ضد العمليات الغادرة، غريبة أن يحيط بالرئيس الإخوان «مكى»، المكيّان، وثالثهما الغريانى لم يحذروا الرئيس، القضاة ليسوا قططاً سيامية تبسبس لها، لكنهم نمور مصرية، يبدو أن آل مكى نسوا زيهم المرقط فى دولاب البيت، خلعوا لباس النمور وتحولوا بقدرة قادر إلى قطط سيامية تنونو فى وجه جلالته فرحةً طروباً.