علي ستاد السلام في المرحلة السابعة من الدوري الممتاز لكرة القدم.. الأهلي بهذا الفوز ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد أولا رفع رصيده إلي11 نقطة وصعد للمركز الثاني واستعاد ثقته بنفسه واستعاد معنوياته في الشوط الثاني فقط بعد الشوط الأول السيئ جدا.. الآن نستطيع أن نطمئن بعض الشيء علي الأهلي أمام الترجي يوم الأحد المقبل فقد أثبت الفريق أنه بإمكانه أن يعود بمقدرته أن يفعل شيئا وأن لدي النجوم الكبار ما يقدمونه.
صحيح أن الأهلي مازال يعاني تكتيكيا لغياب دور عقل الفريق وعدم وجود جمل واضحة تنفذ أو أسلوب لعب محدد لكنه فاز.. فاز بنجومه وبمهاراتهم هدف أول كرة خطأ من أحمد زغلول بدلا من أن يبعدها هيأها لمحمد فضل علي حدود المنطقة ليتعادل الأهلي1/1 في الدقيقة58 وكان الإنتاج قد تقدم بهدف في الدقيقة50 عن طريق محمد فيلكس ونجح النجم محمد أبوتريكة في ترجيح كفة الأهلي بهدف ولا أروع به مهارة اشتقنا إليها من أبوتريكة به فن حرمنا منه من النجم الكبير من كرة قادمة من ركنية أخذها بخلفية رائعة سكنت الشباك ليعود أبوتريكة ونتمني أن يكون هذا الهدف بمثابة انعاش له.. واستفزاز له واستنفار لإمكانياته التي نحتاجها من أجل الأهلي والمنتخب والمتعة الكروية, فتراجع أبوتريكة هو تراجع للجمال في أرض الملعب وعندما يعود تعود معه البهجة صحيح أن الوردة مهما ذبلت تبقي رائحتها فيها.. وأبوتريكة رغم الهدف لم يكن سوبر مان اللقاء فقد كان بعيدا في معظم فترات اللقاء لكنه فاق في آخر ربع ساعة وسدد أيضا كرة من ركلة حرة في القائم.
أما فرانسيس المهاجم غير المفهوم تماما فقدم مباراة جيدة رغم ما هو معروف عنه من تواضع مستوي لكنه تحرك بشكل جيد وكان انتاجه طيبا ومقبولا وأظهر شكلا لهجوم الأهلي خصوصا في الشوط الثاني وصادفه سوء حظ وكأن التوفيق لا يريده حتي ولو هو أراد فقد سجل هدفين تم إلغاؤهما الأول سليم تماما, والثاني به بعض الشك لكن كان من السهل أن يمر ويحتسب لأن الاحتكاك عادي والاشتباك مع المدافع متبادل كما هو أمسك تعرض للدفع.
وظهر أيضا فضل كما لم يظهر من قبل بتسديدتين جميلتين إحداهما سجلت هدفا جميلا.. وضاع من الأهلي بشكل عام فوز كبير رغم أنه ينقصه الكثير ولابد أن يكون أمام الترجي كما كان في الشوط الثاني لأن مستواه في الشوط الأول غاية في السوء.. ولابد من إعادة النظر في دفاع الأهلي وأجاد إكرامي وأنقذ أكثر من كرة غاية في الخطورة.
أما فريق الإنتاج فقد دافع في الشوط الثاني وقدم عرضا متميزا ونجحوا في الخروج متعادلا وساعده علي ذلك سوء حالة شمال الأهلي لكن الأمر اختلف بعد نزول أحمد شكري الذي فتح جبهة جيدة وتراجع المستوي في والشوط الثاني كثيرا وفتحت المساحات ففاز الأهلي وتوقف رصيد الإنتاج عند10 نقاط.
أدار اللقاء الحكم الدولي فهيم عمر ولا نشعر به إلا في إلغاء هدف فرانسيس الثاني وليس الأول لأن الثاني قراره أما الأول فقرار المساعد وهو لا يتحمل هذا القرار لأنه سار خلف الراية أما الهدف الثاني الملغي فقال عنه إن فرانسيس سحب المدافع من قميصه لكنه ـ أي فهيم ـ واصل أداءه القوي والمتميز بالقرب من الكرة والجرأة في القرارات ومنح كل فريق حقه والإنذارات في موقعها.. والكارت الأحمر للاعب الإنتاج سليم تماما.. شيء رائع أن نري فهيم بهذا الشكل ولابد أن يسير علي ذلك ويطور نفسه حتي يحتل المكانة التي يستحقها ويعيد للتحكيم المصري مكانته فهو الأفضل في المسابقة حتي الآن وبشكل عام يسير التحكيم بشكل متميز هذا الموسم.
أثبت الشوط الأول أن الأهلي مازال مفتقدا لشخصيته في أرض الملعب فلا أداء منظما أو جملا.. كلام بات معتادا ترديده من الأهلي بعد كل لقاء لأن المستوي كما هو لا يتحسن ولا يتقدم ولا توجد أفكار لعب عشوآئي أطراف لا تعمل بشكل جيد لاعبون ليست لديهم رغبة ليست لديهم حمية.. والفرص أنت ونصيبك.. نعم استحوذ الأهلي كثيرا نعم سجل هدفا عن طريق فرانسيس في الدقيقة32 وتم احتسابه تسللا رغم صحة موقف فرانسيس.. نعم فضل سدد صاروخا انقذه الحارس لكن كل هذا لا يقول لنا إن الأهلي هو الأهلي الذي نعرفه فريق بات بلا ملامح.
وإذا وصلنا للتشكيل فلا ندري لماذا هذا الاصرار الغريب من حسام البدري علي اللعب بشريف عبدالفضيل في الناحية اليسري وهو لا يستطيع.. نعم هذا اللاعب رائع في قلب الدفاع دون المستوي في الشمال فهو لا يستطيع لعب الكرة بيساره45 دقيقة كاملة لم يمرر شريف عرضية ولا يصلح أن يكون بديلا لمعوض الفارق بينهما كما بين السماء والأرض إذا لا يجب ظلمه والضغط عليه باللعب في مكان أعتقد أنه يكرهه.. وبهذا الوضع أصبح الأهلي مكسور الجناح فتأثر كثيرا هجوميا ولم يكن فتحي في مستواه ولم تكن الناحية اليمني فعالة لهذا ضاعت قيمة الأهلي من الأطراف لذا كان الاصرار علي الاختراق من العمق وهو اختراق أصابه الفشل كثيرا بسبب الزحام وبسبب الاصرار علي التمرير الكثير, لكن الأخطاء كانت أكثر سواء من أبوتريكة الذي يتراجع من مباراة لأخري أو غالي الذي لم يقدم المطلوب منه, وبالتالي تاه فرانسيس وفضل فكانا يعودان للخلف أكثر من التقدم للأمام لكنهما أمس كانا أكثر ايجابية ففضل سدد كرة قوية وفرانسيس سجل هدفا صحيحا وتم إلغاؤه ولم تتح الفرصة لعاشور أو شهاب للتسديد بشكل جيد.. لكن الأهلي أفضل قليلا من ذي قبل لكنه ليس المستوي الذي يقنعنا بالفريق قبل لقاء الترجي خلال أول45 دقيقة.
أما فريق الإنتاج الحربي بقيادة أسامة عرابي فقد حرص علي تأمين مرماه أكثر من السعي لإحراز هدف لذا لم تتح له أي فرصة ولم نر المهاجمين فيلكس أو يارو وتحرك مؤمن زكريا وهو لاعب لديه مهارة وكان في الأهلي وتركه مع أنه أفضل من آخرين أتيحت لهم الفرصة لكنها أرزاق.. ولم يختبر شريف إكرامي وتصدي الحارس نادر سعد والدفاع لأكثر من فرصة أهلاوية وأخطأ الحكم المساعد فحمي الإنتاج من هدف صحيح لفرانسيس.. عموما الشوط الأول متوسط المستوي وانتهي بالتعادل السلبي غير المستحق لأن الأهلي رغم تراجع مستواه سجل هدفا.
ومع بداية الشوط الثاني لعب أحمد شكري بدلا من شهاب الدين أحمد وفي أول فرصة يهدر حسام غالي كرة من عرضية نادرة من اليسار وهو وحيد دون ضغط أو مزاحمة لكنه أخرجها أفضل من مدافع الإنتاج وأهدر فرصة هدف, ورد الإنتاج بهدف في الدقيقة50 من ركلة حرة لعبها أحمد أبومسلم بيساره يلطشها محمد فيلكس برأسه وظهره للمرمي تأخذ ارتفاعا رائعا وتذهب إلي الزاوية البعيدة اليمني لشريف إكرامي الذي كان في اليسري القريبة فذهبت بعيدة تماما عن يده وفي ظل حراسة الدفاع الأحمر ليتقدم الإنتاج بهدف.. المهم أن فيلكس صاحب الهدف لاعب سابق بالأهلي لم تتم الاستفادة منه وكذلك أبومسلم ومعهما مؤمن زكريا.. لكن الهدف فيه توفيق كبير للإنتاج الذي سجل من أول فرصة كما أن فيلكس حولها برأسه وغير مدرك للمرمي جيدا لأنها خلف ظهره وبها حظ سييء للأهلي وسوء تمركز للحارس والمدافعين.
كما تقدم الإنتاج بهدف به توفيق تعادل الأهلي بنفس الأسلوب في الدقيقة58 بكرة خارج الـ18 تهيأت لفضل سددها بقوة أخذت طريقها إلي المرمي في الزاوية اليسري لنادر سعد في ارتفاع قاتل معلنة عن هدف جميل نادرا ما يحرز فضل مثله لكنه في لقاء الأمس لجأ للتسديد من خارج المنطقة ولم يكن يفعل هذا من قبل وكان ينتظر الآن هو ليتحرك ويجتهد فصادفه التوفيق.
ويبدو أن الهدف فتح شهية الأهلي الهجومية فتبدل حاله السييء إلي نشاط ورغبة في التهديف وضاعت فرصة من فرانسيس أخرجها حازم فتحي من المرمي ثم كرر نفس المشهد أحمد شكري الذي استقبل كرة وهو بمفرده وتقدم الحارس وخلا المرمي وسدد شكري لكن قدم أحمد زغلول أنقذت الموقف وحرمت الأهلي من هدف.
ولعل التحسن الذي طرأ علي الأهلي جاء بسبب التحرك الجيد للاعبين وحل مشكلة اليسار بوجود أحمد شكري فظهرت الخطورة واتسعت المساحات.
وفي الدقيقة69 يتدخل حسام البدري ويسحب فضل الذي قدم أفضل أداء له في هذا اللقاء منذ فترة طويلة ولا أحد يفهم فلسفة التغيير فالأهلي بحاجة لهدف ومتعادل ويتم سحب مهاجم والدفع بلاعب وسط مهاجم هو عبدالحميد شبانة وبقي تريكة غير الموفق وبقي فرانسيس الذي ليس بأفضل من فضل اللهم إلا إذا كان فضل أصيب وطلب الخروج.
ويحاول فرانسيس المهاجم الوحيد الصريح ويسدد أكثر من كرة أخطرها في الدقيقة75 كرة قوية ارتدت من القائم الأيمن.
وينقذ إكرامي أخطر فرصة للإنتاج في الدقيقة81 عندما سدد جمعة مشهور كرة من علي حدود الـ18 من الناحية اليمني بقوة ودقة أخذت طريقها للمرمي لكن إكرامي كان يقظا وانقذ مرماه والأهلي من هدف محقق.
ويرد شبانة برأسيه رائعة انقذها نادر سعد ببراعة في الدقيقة84 حولها لركنية وصلت داخل المنطقة وسط محاولات عديدة لتسجيل هدف فأخفق أحمد السيد لتصل لأبوتريكة لعبها مقصية خلفية سكنت الشباك بشكل رائع وجمالي في الدقيقة85 ليتقدم الأهلي1/2.. احتفل لاعبو الأهلي بأبوتريكة أكثر من الاحتفال بالهدف فقد عاد من بعيد.. عاد بعد غياب للتسجيل الكل قدم له التهاني بمن فيهم الجهاز الفني وشارك إينو وسدد صاروخا.
وتشهد الدقيقة88 كارت أحمد لبهاء أحمد طرد مباشر لإعاقة عبدالحميد شبانة الذي كان في طريقه للانفراد بالمرمي وتسجيل هدف ومن الركلة الحرة سدد أبوتريكة لكن اصطدمت بالقائم حاول عليها فرانسيس لكن الدفاع تدخل وانقذ وانفتح الملعب وظهرت المساحات فقد انفرط عقد الإنتاج الحربي لكن الأهلي اكتفي بما حقق بالفوز1/2 والحصول علي3 نقاط مهمة جدا وألغي الحكم في النهاية هدفا لفرانسيس بحجة الأمساك بالمنافس.